"33": من حفرة لأخرى

70 3 2
                                    

- لقد أتيت عندما سمعت صوتكِ.
- وكيف علمت بأنه لمسني بهذه الأماكن؟!
- سألته وأجاب.
عبوسها من إجابة مارفن، أكد له فهمها الخاطئ فلقد ظنت بأن الأستاذ قد تفاخر بما فعله. وقبل أن ترفع يدها لتغطي عيناها مجددًا، بدأ التحدث بصراحة مطلقة.
- سأقولها لمرة واحدة فقط جيسيكا.
قالها كي تستمع له جيدًا ورغم غضبها وزعلها منه الآن إلا أنها لا تستطيع تجاهله. نظرت له بعبوس ازداد فصمت قليلًا ينظر إليها.
كان المقصد أن يدقق بملامحها العابسة البريئة لكن، عيناه سقطتا على شفتيها. ومثل كل مرة ينظر إليها، يتذكر تقبيلها له ومن ثم مزاحه بأنه سيسترجعها.. هذه المزحة التي أصبحت حقيقة لن يتنازل عنها.

- لم يقبلني.
قالتها بقرف ظنًا بأن نظراته لشفتيها تخص سؤاله السابق مما أثار ضحكه لا اراديًا وهو يعلق:
- سأتنازل وقتها عن حقوقي.
عبست أكثر معلنةً مدى سوء مشاعرها التي تشعرها بأن كل شيء اليوم ضدها وعليها. رفعت يدها توشك على تخبأت وجهها من جديد لكنه، أوقفها بالتحدث وتوضيح الأمور:
- رفضت نشر مقاطعك من الينبوع ولم أرضَ عن بقائك بمفردك بعد شربكِ لذاك المنشط.. فبديهيًا، ما كنت سأدع هذا الوضيع يلمسك رغمًا عنكِ.
رفعت يدها لا اراديًا تغطي شفتيها وبخدان احمرا خجلًا ففي الموقفين هناك شيء محرج ترغب بنسيانه. الأول سروالها الداخلي الأخضر والآخر قبلة سرقتها.
فهم سبب احراجها فتبسم بضحكة خافتة، أهدأت من غضبها.

- ولما لم تأتِ لمساعدتي؟ لقد سمعت صوت الكتب وهي تسقط، كان يجب أن تأتِ!
تركت الخجل جانبًا وسألته ترغب بتفسيرٍ مقنع لما جرى.

ارتاح لأنها لم تقصد ردة فعله اللا مبالية في المكتبة. سيبدو محرجًا له أن يجيب ب"كان يجب أن تمسكي يدي"... حتى هو لا يعلم سبب رغبته هذه.

- عادةً ما تكون المكتبة مكانًا مناسبًا لممارسة الج....
اتسعت عينها بصدمة جعلته يستبدل الكلمة التي كان سيقولها لواحدة أخرى مكملًا توضيحه:
- للقاء الأحبة.. لذا تجنبت الدخول عنوةً بينهما. لم أتوقع أنها أنتِ فعقابكِ كان يقتصر على المكتب والأوراق فقط.
مدى معرفته بما كانت تعانيه الأيام الفائتة، كان بسبب ثرثرة كاي عما يفعلونه يوميًا من ترتيب الأوراق حتى؛ الدردشة وتبادل المزاح.. حديثه عنها يجعله يبدو مقربًا جدًا منها.

أسعدها حديثه الذي وضح معرفته عما كانت تفعله الأيام الفائتة لكن، واقع كونه لم يساعدها بالنهاية، يحزنها بوضوح فعلقَ يبرر تصرفه بطريقة ملتوية:
- عندما رأيتكِ، لم تخبريني بما جرى.. بقيتِ صامتة فأنّا لي أن أعرف عما فعله لكِ؟
رغم عدم اقتناع جيسيكا باجابته الكاذبة إلا أنها تقبلتْ محاولة تبريره لخطئه فهي أيضًا ترغب بتصحيح صورته قدر المستطاع. إن ظل ما حصل اليوم دون توضيح مرضي، ستضطر إلى تغيير كل شي.. بدءًا من مقعدها بجانبه إلى تجنبه وقطع تواصله مع والدتها.. ولقطع تواصلهما، ستضطر إلى شرح ماجرى اليوم.
إنها تفضل تحسين صورته على أن تضطر لفعل كل هذا.

من حفرة إلى أخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن