"38": من حفرة لأخرى

30 4 2
                                    

توقعت الاستيقاظ وحيدة دون وجود مارفن خاصةً، كوني بالغت بالنوم ولفترة طويلة. ما كنت سأستيقظ لولا المنبه الذي ظننته جزءًا من حلمي فلا أتذكر بأنني قد جهزت شيئًا قد يقاطع راحتي.
لا أعلم متى وضعت الهاتف بجانب وسادتي. سحبته بكسل، وركزت بمسمى المنبه... إنه من فعل مارفن بالتأكيد.
"عودي لسكنك" منبهان بذات الاسم وكأنه يحرص على أن أعود لسكني قبل حلول الظلام. استلقيت محدقة بالسقف، أسترجع ما حصل بالأمس واليوم. كل شيء يبدو كحلم خاطف سريع لا يصدق لكن، هناك شيء يؤكد حدوثه، بل شيئان...
رائحة عطر مارفن الهادئة الملتصقة بملابسي، وسريري.. وشعور الدفء الذي يستحال أن أنساه. عجيب كيف لشخص بارد مثله أن يكون، دافئًا حانيًا بتلك الطريقة.

أتذكر جيدًا كل تحركات مارفن بالأمس واطمئنانه علي بين الحين والآخر، وكيف أبديت أنا استحساني الشديد فلقد كنت بأمس الحاجة إليه.
الغريب بأن كلانا كان يحرص على إبقاء الآخر بمقربة منه وبالأخص هو، فمع كل حركة مني، يلف ذراعيه أكثر وكأنه يخشى رحيلي!
حتى أنه لم يقم بإغاضتي عندما رآني بالصباح الباكر.. بل إحتواني مجددًا دون أي تكلف. وأن يكون مرتبطًا ويتصرف بتلك الاستماتة الشديدة لإبقائي بحضنه، أمر يرجف قلبي.

السؤال الآن.. هل نكمل وكأننا لم نلتقي بتاتًا أم يجب أن أشكره على لطفه؟
زفرت تنهيدة عميقة مبعدة البطانية فالجواب يكمن بألا أفعل شيئًا الآن. لن أتواصل معه ولن يتغير شيئًا بيننا إلا في حال أسقط قناع البرود الذي يرتديه معي فقط.

رتبت أغراضي، تناولت الطعام ومن ثم غادرت بأسرع وقت ممكن قبل أن يتم طردي فلقد تخطيت وقت تسجيل الخروج المتفق عليه.
توترت قليلًا عندما أوقفتي موظفة الاستقبال فلا أعلم إن أتى أحدهم عندما كنت نائمة. لا يهم فبالتأكيد، سينتهي الأمر بدفع مبلغ إضافي لا أمانع سداده.
- نعتذر سيدتي على ما بدر من موظفنا بالأمس.
- لا بأس عزيزتي.
أجبت بارتياح مستمعةً لتبريرها كونه مستجد وفي حال أردت أن أرفع شكوى أم أسامحه، هذا راجع لي. بعيناها كانت تطلب مني المسامحة فابتسمت بما أننا نتشارك الخطأ.. إن لم أأكل ما لا يخصني وفتحت الباب عندما طرقه، لما كنا وصلنا لهذا الحال.
طمئنتها بأن الأوضاع بخير وليس هناك أي داعٍ لهذا التوتر الباد على ملامحها فابتسمت ملقيةً كلماتها بكل أريحية:
- أهذا يعني بأنكِ تتنازلين عن البلاغ؟
- أي بلاغ؟
- لقد رفعه رفيقك وكان غاضبًا جدًا من تصرف موظفنا الغير عملي.
رفيقي وغاضب، إشارتان لمارفن بالتأكيد. لقد تهجم عليهم ولعله كان قاسيًا جدًا والدليل خوفها مجددًا عندما تحدثت عنه.
كدت أن أعتذر باسم رفيقي -مارفن- لكنه، محق بالإجراء الذي قام به فتصرف كهذا يجب أن لا يتكرر.. بالأخص، لإمرأة وحيدة.
بالرغم من هذا، أفضل التنازل فلقد فهم الموظف غلطه وآخر ما أرغب به الآن هو قطع رزق أحدهم وتتدهور حياتي للأسوء.
ابتسمتْ ببهجة تشكرني على تفهمي فبادلتها ابتسامة سريعة ومن ثم التفت لإنتهاء محادثتنا لكن، ما يزال بجعبتها المزيد. بالإضافة إلى رفع الشكوى، هناك أمر تمديد بقائي بالفندق هذه الليلة أيضًا. 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 7 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

من حفرة إلى أخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن