"22": من حفرة لأخرى

50 2 0
                                    

أوشكت على إكمال هذا اليوم بسلام فإلينا لم تتخذ خطوتها التالية ولا أظنها ستتخذ أي شيء اليوم فهي بعالم آخر.. تبدو سعيدة جدًا وكذلك المتحجر (مارفن) الذي معها.

رأيتها تهرب من مارفن ورجل آخر يشابهه كثيرًا، لديهما الطول ذاته تقريبًا وكذلك الشعر الأسود الداكن لكن، الآخر أكثر بياضًا واسمه كاي مثلما سمعت إلينا تناديه.
- لن تمسكانني.
قالتها ضاحكة وثقتها بمحلها فبطريقة ما كانت سريعة جدًا وكذلك كاي أما مارفن فلقد توقف مكانه ينظم أنفاسه.. هذا ما ظننته قبل نظري لوجهه فرأيت عيناه مصوبة نحوي!

عقدة جمعت حاجبيه بالتباس من نظراتي. لا ألومه إن أصبحت نظراتي تشعره بعدم الأمان فتهجم فتاة مثلي عليه، شيء ما كان ليتوقعه.

"أيجب أن أبعد عيناي وكأنني لم أكن أنظر إليه؟ أم يجب أن أشكره على تسترته ومسامحته لي؟"
سؤالان ترددا بعقلي وأنا ما أزال أنظر إليه لكن، تلك الحركة التي فعلها بددت السؤالان فالأشخاص أمثاله يستحقون اللعن فقط.

تقوست شفاهه بابتسامة خبيثه بعد لعقه لشفتيه كمحاولة إغاضة ناجحة. تحولت الابتسامة لضحكة قصيرة عندما رفعت كُمي ماسحةً شفتي.

- مارف، امسكها!
صرخ كاي فاتجه بنظره نحوهم وبمجرد اقتراب إلينا نجحت ذراعه الطويلة بالوصول إلى خصرها، سحبها ثم رفعها عاليًا. أبقاها معلقة بالهواء حتى أتى كاي وسحبَ شيئًا من جيبها.
المطاردة كانت بسبب سرقتها لهاتف كاي وبعيدًا عن السبب إنهم مختلفون للغاية.. سعداء ومسالمين..
للحظة تمنيت الحصول على هذه المعاملة أو أن أجد تفسيرًا مقنعًا لما أتلقاه من معاملة سيئة كل مرة.
والآن تقتصر مشاكلي مع إلينا ومارفن.. أتمنى أن لا أضطر للتعامل مع كاي أيضًا.

كان اليوم جيد بل ممتاز، لم يحصل لي شيء، قدمي تشافت وها نحن عائدون إلى السكن فالدراسة ستبدأ غدًا. لأول مرة أشتاق للدراسة وسعادتي من عودتنا الآن لا تسعني.

في الحافلة، تعمدتُ الجلوس بعيدًا عن البقية ولحسن الحظ، لم يحاول جايكوب إجباري على الجلوس معهم أو أن يحشر نفسه بجانبي.

قضيت الوقت كله بالنظر إلى الخارج ومحادثة أختي. أخبرتني عن دراستها وفي حين تحدثها عنها وعن أصدقائها، كنت أشعر ببعض الضيق والذي أفصحت عنه بسؤال معروفة اجابته:
- لمَ لمْ تأتِ لدراسة معي؟ لكان الأمر ممتعًا أكثر.
- أمي...
قالت فقاطعتها فورًا:
- لا تتعذري بأمي فهي تقضي معظم وقتها بالعمل كما أن خالتي موجودة ستبقى معها في غيابنا.
- لن آتِ.
قالت بهدوء ثم أكملت:
- إنها سنتك الأخيرة لذا حاولي الانسجام قليلًا واحصلي على بعض الأصدقاء.
- أريدك أنتِ! تعالي وسأحصل على أصدقاء وحبيب.
قلتُ بجدية فضحكت معلقةً على آخر كلمة:
- حبيب لكِ ولي مارفن، ورجاءً لا تسرقيه عني.. تكفيكِ القبلة.
- اللعنة عليه.. سأضربك عندما نلتقي.
قلتها بضيق وأتبعتُ متجاهلةً ضحكتها:
- ماذا عن أمي؟
- ما بها؟
- هل وجدت شخصًا...
كنت سأسألها بسهولة لولا الفتاة الفضولية الجالسة بجانبي والتي كانت تستمع لمحادثتي بتركيز شديد... لم أعد أثق بمن حولي أبدًا.

من حفرة إلى أخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن