"11": من حفرة لأخرى

72 2 0
                                    

لا وقت لراحة فما جرى الآن لا يجب أن يصل إلى البقية.. لا أريد أي شجارٍ آخر بين جايكوب ومارفن.

جففت شعري المبتل جيدًا قبل أن أذهب للينبوع الصحيح.. ارتديت نفس الملابس التي كنت أرتديها مسبقًا كي لا تشك تالة بشيء.

سعدت لرؤيتها تنتظرني وبجانبها الفتاة ذو الشعر الأحمر. عتاب تالة دليل على أن الخبر لم يصل إليهم وسأحرص على ألا يصل لهم أبداً.
لففت جسدي بالمنشفة البيضاء مع إبقاء ملابسي الداخلية هذه المرة ومن ثم ذهبنا للينبوع.
تمعنت بتالة عندما مشت أمامي.. بدت أنثوية أكثر بهذا الرداء الأبيض عكس ما تبدو عليه عندما تخبأ جسدها بتلك الملابس الثقيلة الواسعة. لديها بنية جسد ممتلئة مشدودة لونها كالحليب الصافي.
بالنسبة لصاحبة الشعر الأحمر فهي صاحبة جسد ممشوق شديد البياض.. جميلة كعادتها.

إنني الوسطانية بينهم في كل شيء، طولي و امتلاء جسمي فلا أنا الرشيقة أو الممتلئة تمامًا.. علي أن أخفف من وزني قليلًا.

غمرتُ جسمي بالماء الساخن فشعرتُ بحرارته تسحب كل الأرق من داخلي.. تشطف التعب، الإرهاق وحتى ذلك الخوف فأطرافي أستطيع الشعور بحريتها الآن.
<صورة لي هيا> أختي تطالب بصورة.

أخذتُ صورة لي ووضحتُ بها جيدًا حمالات الصدرية كي تشتاط غضبًا. أرسلتها ومن ثم أخذت صورةً مع تالة التي حشرت نفسها مع سحب ذو الشعر الأحمر معها والتي عرفت أخيراً عن إسمها.. "نيلدا".

أرسلتُ هذه الصورة أيضًا وعلقت لإغاضتها أكثر <سأنساكِ قريبًا يا أختي>.
سأجيب على رسائلها لاحقًا فحديثنا سيكون طويلًا. عليها أن تعلم عما حدث لي بينبوع الرجال، فقد تلعنُ إلينا ومارفن حينها.

تبادلنا الحديث في خطوة لتعرف على بعضنا أكثر.. كلاهما من عائلة غنية -طبعًا- فأنا الوحيدة التي من عائلة متوسطة الدخل. تالة الابنة البكر، يتيمة تساعد والدتها بالإعتناء بأخوتها الثلاث أما نيلدا فهي وحيدة والديها وعائلتها مثالية مما سمعت. 

-    حان دوركِ.
قالتها تالة بابتسامة عريضة فضحكتُ بمجرد ما أتت أختي ببالي. وصفتها لهم، مجنونة تحبُ المغامرات وجعل كل شيء درامياً.. إنها تماماً كوالدتي فبالرغم من مرورها الآن بمنتصف الأربعينات إلا أنها تتصرف كالمراهقة في بعض الأحيان.

صمتُ عندما تذكرت أبي دون أن أتحدث عنه. لقد كان شهمًا، قويًا... لطيفًا للغاية... يغضب في كل مرة تجن بها والدتي وتقييم حفلة ارتداء البيجامات وتجبره على ارتداء واحدة بذات اللون الخاص بنا -الوردي-.. بالرغم من إستيائه بالبداية إلا أنه قد اعتاد على الأمر فأصبح أكثر شخص يتحمس لهذه الليلة كل مرة.

من حفرة إلى أخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن