"21": من حفرة لأخرى

56 3 2
                                    

~ الراوي ~

فكرة مارفن في اتخاذ أبعد منطقة معزولة، مقرًا لاراحة عقله الصاخب بائت بالفشل بعد عثور جيسيكا عليه.

كان عقله شبه نائم عندما نظر إلى مصدر الصوتِ الذي سمعه.. سدد نظره لعكازها الذي سقط ومن ثم لوجهها الذي يجعلها تبدو مرهقةً أكثر منه.

لاحظ أطراف شعرها المبللة من عرق رقبتها وتلك القطرات المتساقطة من جبينها.
- أتمارسين الرياضة؟ يا للعجب.
ألقى تعليق ساخر يخالف تعبه فبالكاد يستطيع فتح عينيه وعلاوةً على ذلك، مزاجه السيء والغضب الذي يحتل كل ذرة من مشاعره سببان جعلاه يبتعد عن الجميع أملًا بألا يفرغه على أحدٍ لا يستحق.

في العادة، يمنع على أي شخص الاقتراب منه في وقت انعزاله حتى إلينا لن تتجرأ بالقدوم ومقاطعته.. وحده المجنون الذي سيقوم بمضايقته وهو في هذا الحال.

راقب نظراتها وهي تمر لأنحاء جسمه مع نفسٍ مضطرب ظن بأن سببه الطريق الذي مشته وصولًا إلى هذا المكان فهو بعيد جدًا وقدمها المصابة ستتعبها لكنها، ليست سببًا مقنعًا لهذه النظرات المريبة!

عادَ بصرها لوجهه تحديدًا شفتيه وباستنكار شديد لنظراتها، قرر إلقاء تنبيه بسيط كي تعمل به وتبتعد قبل أن تصبح هي الشخص الذي سيصب عليه جامَ غضبه.

- مزاجي سيء ووجهك يزيد الأمر سوءًا. اذهبي قبل أن أصفع عينك المتحرشة.
أغمض عينه وكله ثقة بأنها ستبتعد أو تصمت كعادتها لكنها ليست الشخص الذي سيصمت اليوم.
شعوره بملامسة شيء ما، شديد النعومة لشفتيه وهو يتحدث أخرسه تمامًا. فتح عينه بدهشة لم يستطع اخفائها عندما رأى عينيها ببعد إنشٍ من عينه وذاك الشيء الناعم هو شفتيها..
"هل أنا بكابووس؟".. سؤال جالَ بخاطره وهو يمعن النظر لما يحصل له الآن!

لم يرمش.. شلت جيسيكا أطرافه بالكامل فحتى بعد إيقافها تلك القبلة المشحونة بمشاعر حبٍ فائضة، لم يستطع التحدث أو التصرف.. أراد الاستيقاظ من هذا الكابووس فإن كان واقعًا سيتوجب عليه سحقها.

بالكاد ابتلع ريقه عندما ابتعدت متيحةً له فرصة التنفس.. هذا التنفس الذي اختل فور ملامستها لرقبته ورغم سرعته في ابعادها إلا أنها نجحت في وضع علامتها مما زاد من غضبه أكثر.

وقف أمامها وبعقله كل تلك الأفكار التي ستؤدي إلى نفس النتيجة.. جعلها تندم على ما فعلته وبأبشع طريقة وربما اعطائها ما تريد، هو عقابها المناسب والذي سيكسرها حتمًا.

"ما الحاصل؟" "لما تتعرقين".. أسئلة كان يبحث بها عن جيسيكا الحذرة في وجوده لا هذه المتعطشة لأي لمسة منه والتي راق لها بوضوح عبثها بقلبه.

بحث عن سبب يجعله يتوقف فما يزال صوت والدتها عالق بباله. ذاك الصوت القلق المنكسر، يستحال أن تخطأ أم كتلك في تربية ابنتها، هناك أمر خاطئ هنا ودموع جيسيكا إثبات لذلك.

من حفرة إلى أخرىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن