6

33 3 36
                                    

الفصل السادس (وجه غير مرحّب به)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الفصل السادس (وجه غير مرحّب به)

|"إيفي"|:

(استيقظتُ صباحا وخرجت على عجالة بعد أن قضمت خبزا كان على الطاولة المنخفضة في الصالة الصغيرة التي نامت فيها "روزيس" بين أوراق روايتها المبعثرة تشخر وشعرها البنّي المحمرّ الطويل مبعثر ومتشابك

ثم توجهت كعادتي كل يوم في هذا الوقت من الصباح لمكان عملي، محل الزهور، حيث أعمل فيه على العناية و تنسيق الزهور وبيعها برفقة زميلتي الأكبر سنّا تحت إدارة وإشراف مديرنا الطيّب الحنون

محل بسيط جميل ليس بصغير، ويأتينا عدد جيد من الزبائن بشكل يومي
فالزهور جزء لا يتجزأ من حياتنا، خاصة في المناسبات، سعيدة أو حزينة، لما تحمله من جمال ومعان ولغات...

إنها رقة ولطف الحياة... لا أملّ من تأملها والتفنن في تنسيقها ورعايتها واكتشاف المزيد من أنواعها وأشكالها وألوانها...

دخلتُ لمحلّنا الدافئ الذي أحاط مدخله أغصان كبيرة من الزهور وباب مطليّ بلون لافت عُلق فوقها لوحة تحمل اسمها 'ألوان الحياة'، وفي الداخل تجد الزهور متوزعة على رفوفها وعلى الطاولات بالتنسيقات المختلفة وبعضها الآخر على الأرضية الخشبية في أوعية، ثم هناك القسم الذي ينفذ إليه الشمس من خلال النوافذ الواسعة في السقف الذي كالقبّة، والذي تكون فيه أغلب نباتات المحل

ثم أخذت أجهز نفسي للبدء بعملي بعد أن ألقيت التحية بصوت مرتفع لتسمعه زميلتي التي علمت بوجودها لكن لم أرها، وحين أتاني صوتها لم ألتفت فورا بسبب انشغالي بارتداء المريلة وجمع خصلات شعري القصير البني

وكانت تقول من خلفي بعد أن جاءت من غرفة الاستراحة:
<أهلا يا "إيفي"! في الوقت المناسب! انظري، لدينا اليوم زميل عمل جديد! "جورج بانل"، رحّبي به و سأعتمد عليك في العناية به ومساعدته لأنه مستجدّ في هذا النوع من العمل>

حينها التفت بسرعة بصدمة، ورأيت ذلك الشعر المموج البندقيّ والعينين السماوية والشامة التي تحت عينه اليسرى... يقف ناظرا إليّ بابتسامته المستفزة التي تصطنع اللطف....!!

لم يسعني تصديق عيناي... ولم أستطع كبح مشاعر الغضب والحقد التي أخذت تظهر على ملامِحي وقَبضتي المرتجفة

&quot;أماريليس&quot;حيث تعيش القصص. اكتشف الآن