15

38 5 102
                                    

الفصل الخامس عشر (اعتراف ورحيل)

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الفصل الخامس عشر (اعتراف ورحيل)

|"بنديكت"|:

(لا أعلم كم من الوقت مضى وأنا أتأمل وأحدق بها وهي نائمة هكذا بسكون وسلام...
تسند مرفقها على الطاولة وتريح رأسها على قبضتها بخفة، و غارقة في النوم بينما كتابها مفتوح أمام عينيها المغلقتين في الطاولة

للوهلة الأولى حين دخلت المكتبة ورأيتها لم أتصور أنها قد تكون نائمة بسبب وضعيتها... بل تبدو كأنها تقرأ كعادتها.. لهذا كنت قد ناديتها وأنا أقترب، ومن الجيد أن صوتي لم يكن عاليا بحيث لم يوقظها

كم يدهشني حقا ملامحها الفاترة هذه والساكنة جدا والتي تورث شعورا بالاسترخاء برؤيتها نائمة بسلام هكذا... أهدابها السوداء طويلة وكثيفة.... أنفاسها خافتة جدا ومنتظمة..
وما يزيد من سحرها الآسر هو الانعكاس الفاتن لنور أشعة الشمس عليها النافذ من نافذة المكتبة الكبيرة التي نجلس مقابلها

لقد وجدت نفسي منذ رأيتها نائمة أحدق بها و أتأملها وأنا أريح رأسي على ذراعي التي أسنَدتها على الطاولة... لم أملّ حتى الآن من فعل هذا.. أجدها كأيقونة الجمال الساحر الخاص بهذه المكتبة...

لم يقاطع تأملي وغرقي في التحديق في وجهها سوى تلك الدمعة التي تدحرجت من عينيها فجأة دون سابق إنذار...

كانت مجرد دمعة... ل..لكن... شعرت بدهشة وصدمة قوية حقا! حيث أني تسمّرت للحظات غير مستوعبا!
ه..هل تبكي؟! أم أنها مجرد....

وقاطع شرودي وتسمّري هذا فتحها لجفْنيها بهدوء فجأة دون سابق إنذار أيضا!!

مما جعلني أجفل وأنتفض من مكاني مرعوبا بحيث فقدت توازني وسقطت من على الكرسي الذي سقط هو أيضا

شعرت بقلبي يكاد ينفجر من التوتر والرعب!! حسنا هذا غير منطقي! لماذا أنا منفعل ومرتعب هكذا؟!
حسنا بالتأكيد ذلك بسبب أنها ستجد الأمر غريبا ومريبا إذا علمت أني كنت أحدق بها طوال الوقت!! وهذا بالتأكيد شيء محرج! لا أعلم ما خطبي حقا!

لكني أعلم أن علي تدارك نفسي في هذا الموقف الغبي فورا!

استقمت واقفا فورا بسرعة بعد سقوطي بلحظات وجيزة وأنا عاجز عن إخفاء التوتر والارتباك هذا الذي يجتاحني بقوة!

"أماريليس"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن