(ولا أنسى إحدى كلماته التي قالها لي حين سألته ذات يوم وأنا أقرأ معه في غرفة مكتبته:
يتغيّرون.. كما يتشكل الطين... الحياة تغيرهم... نظرتهم للحياة تتغير...
كنت أفكر وأتأمل ذلك وأقلب كلماته في رأسي حين وجدته يعقب بنفس ابتسامته الدافئة:
لم أكن مدركة حين...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
الفصل الثالث عشر (خلف تلك العيون..)
|"إيفي"|:
(جعلتُ "أماريليس" و"روزيس" تبدّلان ملابسهما قبلي، بينما استعجلتُ أنا لمقابلة السيد "جيلبرت" ولم أستطع الانتظار لدقيقة أخرى...
ما إن دخلت مكتبته وأنا ألهث بمشاعر وقلب مضطرب وقلق وذهن مشتت.. رأيته جالسا بهدوء في كرسيّه المتحرك
<هكذا إذًا..> هذا ما قاله فقط بعد أن سردت له كل ما حدث....
ثم ساد صمت للحظات لا أسمع فيه سوى أزّ الحطب المشتعل في موقد الغرفة الذي ينير عتمة الليل
أخبرته بكل ما حصل، بدءا من رسالة التهديد الكريهة التي تركها لي "جورج" وحتى اعترفتُ أني خدعته بعذري وكذبتي تلك هو وابنته حين أخذتها معي... وبالطبع، أخبرته بأهَم جزء وهو قتال وتلقين "أماريليس" جميع أولئك الأوغاد درسا، وذلك الجرح المخيف الذي صنعته في ذراع ذلك الرجل... أخبرته أني بسبب ذلك امتنعت وخشيت الذهاب للشرطة...
أضاف أخيرا بعد أن رسم ابتسامة وعيناه لا زالتا شاردتان: <لقد تساءلت عن كيف استطاعوا خطف ابنتي ومعها رفيقتها المكلفة بحمايتها بتلك البساطة... اتضح أنك كنت مفتاح حيلتهم.. أتساءل كيف يمكنني أن أثق بك بعد هذا؟>
شعرت بوخزة حادة في قلبي و أحاطني جو ثقيل وخانق... وابْتلعني التوتر والقلق وكذلك الخوف....
أنا.. حقا غبية... أريد للأرض أن تنشق وتبلعني....
لم أجرؤ إطلاقا على رفع عيناي نحو عينيه بعد قوله هذا...
حتى أضاف بكل هدوء وهو لا يزيل ابتسامته: <أتساءل كيف يمكنني أن أمحو شعور الاستياء والغضب الذي في داخلي جراء كل ما حدث؟>
أ..أنا.. متوترة وخائفة!!
هل يلمح أنه... لا يمكن صحيح؟ سيقتصّ من خيانتي يا ترى؟! هل هو غاضب حقا؟!! هل هي نهايتي؟! لماذا أشعر أنه أصبح شخصا مخيفا جدا فجأة بعد أن كان لطيفا و ودودا؟!
أ..أنا... أتمنى أن يطْردني من العمل فحسب ويخلّصني من هذا الضغط والقلق!
أتمنى فقط ألا يرغب في فعل شيء قاس آخر للثأر مني من أجل ابنته لأني خدعتُهما ووضعتها في خطر.. أتمنى فقط أن ينتهي الأمر بطرده لي فحسب! لقد تعبت كثيرا وعانيت أكثر مما أحتمل!
