الفصل الأول

3.4K 81 16
                                    

{{جنة الإنسانيــة}}♥🥀
الفصل الأول :-
................................
واقفة بين الحشد..مرتدية (سالوبيت كلاسيك) من اللون الأسود ،تاركة خصيلات شعرها خلف ظهرها مُنسدلة بنعومة ،بعينيها البنية كعينين الغزال الفاتن..وبشرتها البيضاء ولكن! عينيها شاردة وهى ناظرة آمامها..وكأن الموت بهما!!

البعض يرقص حولها..والبعض يشرب ذلك المشروب المحرم...وصوت ضحكاتهم ترتفع أكثر وأكثر ،وكأن عقلهم قد غاب عن الوعي قليلاً!
يا له من مكانٍ مثل الجحيم!
هشام بصوتٍ حازم: امشي وانتِ ساكتة!
زمرد برجاء مصطحب ببكاء: لا..لالا!! ،عشان خاطري سيبني..بابا!!
انتبهت إلى أصواتهم تلك...لتخرج من شرودها عندما رفعت رأسها للأعلى وهى تراهم.
وفي الطابق العلوي ذو الطرقة المكشوفة:

أخذ يسير بخطواته الخشنة مسرعاً ناحية باب لغرفة وهو يچرها بعنف خلفه من كوع ذراعها بقوة!! ،بينما هى تترجاه بأن يتركها ببكاءٍ شديد!
بخصيلات شعرها السوداء الغجرية..وعينيها التي من لون الزمرد مثل اسمها تماماً..دموعها منهمرة وهى تترجاه إنسانياً!
لم تبلغ من العمر سوى ١٩ عاماً ببشرتها البيضاء

هشام بغضبٍ عارم: امشي معايا وانتِ ساكتة.
وكأنه لا يستمع إلى بكائها!..وكأنه لا يرى إنفعالها!! محاولة الإبتعاد عنه والهرب بعيداً!..خوفاً من تلك الغرفة التي ستكون قبرها؟!
وذلك الشيطان لديه ٣٩ عاماً ببشرته القمحاوية..مرتدي نظارته الطبية ، بتلك الملامح الوسيمة الشرقية..ولكن ماخفى كان أعظم!
بينما في الطابق السفلي:

نظرت لهم سمر بعينين مليئتين بالدهشة مما يحدث آمامها! ،إنها تعلم نية ذلك الشيطان جيداً
سمر بصوتٍ خافض مليئاً بالقلق ممزوجاً بالتعجب: زمرد!
أنهت كلمتها..لتسرع بخطواتها إلى انقاذ صديقتها، ثم صعدت على طبقات الدرج حتى وصلت اليهم وهى تحاول إبعاده عنها وهى تقول...
سمر مسرعة: هشام !، لا هشام استنى سيبها.
انهت كلماتها وعينيها مليئة بالترجي الممزوج بالقلق الشديد!

ولكنه لم يعبأ بحديثها ليفتح الباب مسرعاً..وهو يحاول إدخال زمرد إلى داخل الغرفة! ،بينما هى تبكي وتترجاه بأبويته!..إنسانيته!
زمرد مسرعة ببكاء وهى تقاومه: لالا..بابا ،عشان خاطري ماتدخلنيش..
ثم القاها إلى الداخل بدون أن تتحرك أي ذرةٍ من مشاعره!! لتكمل هى ببكاء ومقاومة شديدة كالطفلة الصغيرة: عشان خاطري...بابا..بابا!!

ليغلق الباب مسرعاً بعد القائها في الداخل! ، بينما هى أصبحت واقفة منحنية قليلاً على اثر القائه بها للداخل..ظهرها للباب وناظرةُُ آمامها بعدم تصديق...عينيها مليئة بالصدمة الكُبرى! ،كيف يفعل بها هذا وهو والدها!!
أخذت تتحرك نظراتها إلى كل أنشٍ آمامها كإشارة جسدية بعدم تصديق ماحدث منذ لحظاتٍ!
ثم سندت إحدى يديها على الحائط بصدمة..بدموعها المنهمرة على وجنتيها بغزارة...ثم نزلت على الأرض ببطء

رواية جنة الإنسانية  ، بقلم: فاطمة رأفتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن