الباب السابع

349 15 1
                                    

<<جنة الإنسانية>>♥
الباب السابع:-
...................
أسرع بخطواته القلقة ناحية ذلك التجمع الكبير..ولكنه وقف في مكانه!، بملامح مليئة بالصدمة..الممزوجة بالدهشة الكبرى؟ وكأن بشر ذلك المكان..جميعهم! يلتفون حولها هى، ثم ظهرت ملامحها من بينهم وهى تنظر لهم بنظرات الخوف!!، ثم رجعت بخطواتها للخلف قليلا..خشيةُُ منهم!
داوود بصوتٍ مرتفع غاضب : زمــــرد!!

انتفضت على نبرة صوته الخشنة، لتلتف برأسها ناحية ذلك الصوت التي تُجزم بأنها تعرفه جيداً...ولكنها لم تستطع رؤية داوود بسبب ذلك الحشد الذي حولها، بينما أسرع هو بخطواته ناحيتها، بعدما رأى نظراتِ الرجال التي تُفصل جسدها أنشاً أنشاً في عينهم التي يجب إغلاقها بالرصاص.
إبتعدوا هؤلاء الناس قليلاً للخلف كي يرسموا له طريقاً يسير اليه متوجههاً اليها..واحتراماً لمكانته ببنهم أيضاً....حتى وقف آمامها مباشرةً...بينما هى ناظرة له بعدم فهم ما يحدث!

داوود بضيقٍ مكتوم : انتِ ايه اللي نزلك؟!
ثم خلع سترته..ووضعها على كتفيها كي تستر جسدها الظاهر منه جزئاً من مفاتنها العلوية قليلاً..وذراعيها العاريتين، بينما هى عقدت حاجبيها بتعجبٍ شديد وهى تقول بصوتٍ منخفض: انت جبتني فين؟
لم يعطيها إهتمام ليجعلها تقف خلفه..كأنه ذلك الجدار الذي يحميها من...نظراتهم!، وهو ناظراً للرجالِ والنساء بملامح مليئة بالغضبِ العارم.

داوود بحزم: جرىٰ ايه؟، من امتى واحنا بنرفع عينينا على حريم؟
أنزل الرجال نظراتهم للأرض لشعورهم بالحرج من سؤاله هذا، بينما هى نظرت لهم بتوترٍ شديد..ليكمل هو بنبرة غاضبة: بدل ماتستروها واقفين تتفرجوا!!؟
إحدى السيدات بإستفهام: دي واحدة غريبة عننا!، مانعرفش جات منين ولا....
رفع داوود رأسه بحزم..بملامح وجهه الجامدة التي تدل على قوة شخصيته وهو يقاطعها قائلاً: الغريبة دي تبقا مراتي....

فرغت زمرد شفتيها بصدمة..لتتسع مقلتيها وهى ناظرة له، فأنىٰ حدث ذلك ومتى؟!..ليدير هو وجهه اليها وهو ناظراً لها بجمود...أما عن الجميع فـهم في صدمة كبرى..لتزداد بينهم الهمسات!، أي زواج هذا ما لم يعلن عنه!، لتشعر نهلة بتلك الصدمة التي تحتلها الآن والممزوجة..بالسعادة؟
ليكمل داوود بنبرة جادة وهو يسير بخطواته آمامهم بإستعراض: والحاضر يعلم الغايب، اللي هيرفع عينه على مراتي مرة تانية..هشيلهاله.

نظرت والدته الواقفة في الأعلى في تلك الشرفة.. لما يحدث بدهشة، لتضع يدها على إحدى وجنتيها بصدمة وهى ناظرة لهم...ثم تغيرت ملامحها للتوعد وهى تقول: ماشي ياداوود!..تتجوز من ورايا!!
ثم توجهت الى الداخل...آما عن الباقيين الذين واقفين آمامه آمائوا برأسهم بالإيجاب..كإشارة جسدية تدل على الطاعة.
داوود بثبات: نهلة.

نظرت اليه نهلة لتفهم مايقصده..عندما آشار لها برأسه ناحية زمرد، ثم توجهت اليها نهلة وأمسكتها من ذراعها برفق وهى تقول بإبتسامة لطيفة: تعالي نطلع فوق.
أما عن زمرد التي لم تستوعب حتى الآن مايحدث حولها!...صعدت معها وهى مازالت في وضع الصدمة!

رواية جنة الإنسانية  ، بقلم: فاطمة رأفتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن