الباب الحادي عشر

371 16 3
                                    

((جنة الإنسانية))♥
الباب الحادي عشر:
.....................
جالسة في السيارة وهى ناظرة آمامها بشرودٍ تام..بعينيها الممتلئة بالدموع المُحتجزة..ووجهها الذي من اللون الأصفر وكأن الدماء توقفت عن السير سريعاً في وجهها!
آدارت وجهها لنافذة السيارة لترى بين ظلام الليل..داوود منحني وهو يضع التراب فوق تلك الجثة!!

بتعبٍ شديد! وكأنه قام بحفرِ مكانُُ لجثة ذلك المجنون، ثم قام بدفنه كي لا تُكشف جريمتها!
ولكن أيعقل؟!..داوود الذي وقف آمام الباطل والجرائم المُشينة، الآن يقوم بالإشتراك معها في تلك الجريمة!...بينما هى نظرت آمامها بشرود وألم..لتتذكر ماحدث لها منذ قليل.
................
Flash back:

رفع داوود نظراته بصدمة إلى القصر وهو ينظر له..وبداخله معركة من التفكير كيف لي أن أُنقذها بعدما قامت بإرتكابِ أكبر جريمة وهى قتل النفس!
ثم آفاق من تلك الصدمة الكبرى لينزل نظراته اليها وهى منهارة هكذا بين يديه لينحني عليها وهو يساعدها على النهوض وهو يقول بقلق: زمرد..زمرد!!...

بينما هى لم تتوقف عن البكاء بضربات قلبها القوية كالأطفال لتخرج تنفساتها بسرعة هيستيرية بخوف كبير مما إرتكبته، ليمسك داوود ذراعيها الإثنتين وجعلها تنهض وهو يحاول تهدئتها وهو يقول بنبرة سريعة: تمام تمام، اسمعيني ماحصلش حاجة..تمام؟
أخذت تحرك وجهها بالنفي التام وهى تبكي بشدة لتقول: لالا قتلته!، انا قتلته ياداوود..قتلته!!

ليضع داوود يديه بحنان على وجنتيها وهو ممسكاً بها وكأنه يهديء طفلة صغيرة بحنان بالغ!
داوود بجدية: لا ماحصلش..تمام؟ ،انا معاكي اهدي.
شعرت بالهدوء قليلاً من حالتها المضطربة تلك وهى ناظرة لعينيه لتشعر بنظراته التي تعانقها من جميع النواحي بلطف!..ويديه الحنونة الضخمة الممسكة بوجهها بحنان، بالإضافة إلى لمساته لها المطمئنة..مشاعر تچتاحها ليس لها أي اسم!

سوى أنها تطمئنها فقط ليس إلا!، بينما أكمل داوود وهو ناظراً لعينيها بجدية: ماتعرفيش عنه حاجة، ونزلتي القسم ورجعتي على طول سمعاني؟
عقدت حاجبيها ببرائة شديدة وهى ناظرة لعينيه لتمتليء عينيها بالدموع المُتعددة..أكثر!، لتقوم بسجنها بالداخل وهى ناظرة لعينيه لتبلع ريقها وهى تهز رأسها بسرعة بالإيجاب...كإشارة جسدية بالطاعة..المفرضة! ،وهى ناظرة لناحية أخرىٰ.
............................
نعود للوقت الحاضر:

إعتدل داوود في وقفته ليخرج تنهيدة تعب..ثم ترك ما بيده ليستدير اليها وهو يشعر بالضيق الكبير بداخله مما قام...به!، ولكن لا لن يتركها في هذا الأمر بل سيقوم بإنقاذها...ثم توجه إلى السيارة بخطواته..وملابسه المليئة بالتراب ليدخل إلى السيارة وأغلق الباب خلفه.

بينما هى جالسة بجواره ناظرة آمامها ومازالت في حالة الصدمة التي تقتلها من الداخل وتنهش في عقلها كالمرض!..كالتمثال تماماً!!
داوود بحزم: هتروحي معايا البيت، وتنسي كل اللي حصل....
لم تعطيه رداً لتنهمر دمعة من عينيها..ولم تتحرك أنشاً أيضاً!، فكيف لها أن تنسىٰ بتلك السهولة!..ألا يعلم ماعاشته منذ قليل من..جحيم!
ليكمل هو بعدما وضع يده على عجلة القيادة ليبدأ في القيادة وهو يقول بجمود: عارف انه صعب يا زمرد بس هتنسي.

رواية جنة الإنسانية  ، بقلم: فاطمة رأفتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن