الباب التاسع

242 17 2
                                    

((جنة الإنسانية))♥🌹
الباب التاسع:-
........................
رفعت وجهها اليه..لتنهض من مكانها وعينيها محتجزة بها الدموع! وهى تقول: انا مش هقعد هنا دقيقة واحدة بعد اللي عرفته.
عقد داوود حاجبيه بتعجبٍ شديد!..ليحرك رأسه للجانبِ قليلاً كاشارة جسدية بالاستفهام؟
داوود باستفهام: وايه اللي عرفتيه؟

زمرد بنبرة حزنٍ مكتوم: انك خطفتني وجبتني هنا عشان تخلي البوليس يقبض عليهم.
ابتسم بسخرية بجوار شفتيها..ثم اعتدل في وقفته ليضع المفاتيح جانباً وهو يقول..
داوود بنبرة ساخرة: امال انتِ فاكرة هيفلتوا باللي بيعملوه؟....
ثم اخذ نفساً عميقاً ليخرجه بتنهيدة ثقة..ليضع يديه في جيوب بنطاله وهو يقول بجدية: وبعدين احنا مش اللي هنقولوه هنعيدوه!، انا ماخطفتكيش.

تحولت نظراتها الى الضيق الشديد منه ومن ثقته الزائدة بنفسه! ثم اقتربت بخطواتها وهى تقول بضيق: وماخدتنيش لسه معاهم مش شايفني منهم؟
نظر لها بغضبٍ عارم لينزل يديه من جيوب بنطاله ثم تقدم خطوة وهو يقول بحدة: لا انتِ مش منهم، انتِ غيرهم.
زمرد بحزن: ليه؟..مش كنت هبقى معاك يومها؟ ابقى ازاي مش منهم!

تغيرت ملامحه للهدوء وهو ناظراً لعينها الممتلئة بالدموع التي تضعفه امامها، ثم وضع يده على احدى ذراعيها بحنان وهو يقول بنبرة شاغفة: زمرد انتِ عمرك ماهتبقي منهم، انا....
ازالت يده من على ذراعيها لتبتعد عنه والدموع تنهمر من عينيها كالطفلة الصغيرة وهى تقول: وهى مش منهم انا عارفاها، ماكنش ينفع تخليهم يحبسوها.

اعتدل في وقفته ليكتم غضبه ولا ينفعل عليها..فبطبيعة شخصيته العصبية جداً امام الجميع، ولكنه معها يظهر جانبه اللين!
داوود بحزم: وانا ماليش دعوة، البوليس هو اللي يقول معاهم او لأ.
مسحت دموعها بيدها وهى ناظرة لناحية اخرى بحزن.
زمرد بحزن: تمام وانا همشي من هنا ، مااقدرش اقعد معاك في مكان واحد.

جز على اسنانه خلف شفتيه المغلقتين وهو كاتم غضبه امام طفولتها تلك.
داوود بضيق: زمرد اعقلي معايا و.....
ادارت وجهها له بسرعة وهى تقول بضيق: مش هعقل، ازاي عايزني اقعد مع واحد حابس اختي؟
رفع داوود وجهه للأعلى ليخرج تنهيدة نفاذ صبر وهو يقول: ربنا يديني الصبر من عنده،
ثم اقترب منها مجدداً بخطواته وهو يكمل بجدية: اقعدي عشان نتفاهم.

ابتعدت عنه وتوجهت ناحية باب المنزل لكي تخرج وهى تقول بضيق: مش هتفاهم، ومش هتشوف وشي تاني.
جذبها من معصم يدها لتصبح امامه مجدداً وصدره ملتصق بها وهو ناظراً لعينيها، بينما هى شعرت بضربات قلبها القوية...وكأن نظرات عينيه تحتويها من كل جانب، لا تستطيع ان تنظر لأي ناحية اخرى!

سوى عينيه السوداء الجذابة، ليشعر هو بأنفاسهم التي ترتطم معاً بحرارة..بداخله دافع كبير يخبره بأن يقترب اكثر!...ماذا سيحدث؟
رائحتها الجذابة تنظف روحه من الداخل لتغريه على الاقتراب منها، ولكنه مازال واقفاً كالبناء الصلب الذي لا يريد ان يقترب او يبتعد!
داوود بنبرة حازمة: خدتك عشان انتِ لازم تبقي معايا لازم احميكي، وهتفضلي معايا هنا...
نظرن لعينيه وهى ترى التملك بهما!..هذا ليس حباً بل انه يريدها فقط؟!، الا يرى ذلك الفرق في العمر الذي بينهم؟

رواية جنة الإنسانية  ، بقلم: فاطمة رأفتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن