الباب الثالث

696 31 4
                                    

باقي الفصول ان شاء الله هتنزل بعد العيد وكل سنة وانتم طيبين❤
<<جنة الإنسانية>>♥🥀
الباب الثالث:-
.....................
لم تبادله العناق..وظلت كالتمثال في مكانها..إنه الآن يعطيها الحنان فهل هو غيرُ سوي نفسياً!..أم إنه قد فقد عقله؟!
قامت بفرد كف يديها الإثنتين بجوار خصرها  وهى تبلع ريقها وناظرة آمامها بصدمة...لتمتليء عينيها بالدموع فماذا يعني هذا؟!

أما عن سمر وليلى اللتان إحتلتا على وجوههن الصدمة الكبرىٰ...لينظرن هن الإثنتين لبعضهن، ثم عادوا للنظر لما يحدث آمامهن.
كانوا ينتظرون اذيته وقسوته لها..ولكن ما هذا؟!
لتسمع صوته الرچوللي بجوار أُذنها وهو يقول: إفتكرت لما كنتِ صغيرة..كنتِ بتجري عليا تحضنيني أول مابدخل من باب البيت ،فاكرة يا زمرد؟

بلعت ريقها لتنهمر دموع عينيها وهى مازالت ناظرة آمامها..لاتعطيه أي رد فعل! ،بينما هو أكمل بخفوض عندما شدد عناقه عليها: كنتِ لسة صغيرة..كنتِ لسة بنتي! ،لكن...
تغيرت ملامح وجهه وهو ناظراً آمامه لتتحول الى الغضب المكتوم..والشر بهما!، ليكمل وهو يجز على أسنانه: انتِ بنتها!..بنتها هى!!
يبعدها بذراعيه سريعاً عنه وكأنها جرثوم يخاف أن يقوم بإمراضه!!

لتظل هى ناظرة له بعدم فهم مايفعله!! ليكمل وهو ناظراً لها بتقزز : بنتها هى.
ثم أعطاها ظهره ليتوجه بخطواته لناحية أخرى كي يهدأ...بينما أخذ صدرها يعلو ويهبط وهى ناظرة للأرض تفكر فيما حدث وبما يفعله بها من تناقض!، بينما ليلى تشاهد كل هذا بملامح مليئة بالدهشة وهى لا تفهم شيئاً...أما عن سمر فمازالت ملامحها جامدة وثابتة وهى موجهه نظرات عينيها اليه، بعينيها التي توحي كأن نظراتها شاردة!..ولكنها تعبير بأن لا يوجد حياة بهما.

لترفع زمرد وجهها عندما مسحت دموع عينيها سريعاً وهى تقول بضيق: بالظبط..بنتها هى، عشان كدة بتاخدني بذنبها مش كدة؟ ،بتحاول....
ليستدير بجسده اليها وهو عاقداً حاجبيه بتعجب..كإشارة جسدية بإكمال حديثها الناقص، بينما هى أكملت بنبرة شجاعة: بتحاول إنك تنتقم منها فيا عشان أنا بنتها!، أد ايه انتَ مريض!
أنهت كلماتها لتشعر بدقات قلبها المرتفعة وهى لا تقدر على تلك المواجهةُ القاسية..

لتبتسم سمر بسخرية وهى ناظرة للأرض..ثم رفعت رأسها وهى تنظر له بعينيها، التي نصفها بـ(النظرات الناعسة) عندما إختفت إبتسامتها ،ليقترب من زمرد بخطواته وهو يقول بضيقٍ شديد: هى اللي وصلتلني لكدة، عشان...
لتقاطعه بملامح وجهها الثابتة: عشان أنا شبهها بتشوفني هى، لكن...
ثم إقتربت بخطواتها بنظرات التحذير وهى تكمل: مافكرتش لحظة إني ماليش أي..ذنب في اللي هى عملته.
هشام بثبات وجمود: ذنبك!..عايزة تعرفي ذنبك ايه؟ انك بنتها، هو دة ذنبك.

إحتجزت الدموع في عينيها كي لا تقوم بإظهار ضعفها أكثر من ذلك آمام هذا القاسي، لتهز رأسها بالإيجاب..مما يوحي بالسخرية الكبرى من حديثه المريض..المليء بالسلبية.
زمرد بنبرة ضعف: تبريرك مش هيغير حاجة، ليلة إمبارح خليتني أتبرىٰ منك.
شعر بالحزن الداخلي على ماقالته الآن..فمهما فعل الجاني يظن دائماً أنه هو المظلوم! ،فأنىٰ لها أن تقول أنها تتبرأ من ابويته؟..هذا ما أخبره به عقله

رواية جنة الإنسانية  ، بقلم: فاطمة رأفتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن