#1

626 29 149
                                    

لَيلة نُوڤمبريَة ماطِرة ،

عشَرات الأقدَام تركُض علَى أرضيَة بارِدة لِمُنظمَة تعمَل بِخفاءٍ لأمتارٍ عدِيدَة تحتَ الأرض ،

الجمِيع بِذُعر ، الجمِيع مُرتعِب وخَيبَتهُم تطغِي على وجُوههم ،

فقَد باءَت مُحاوَلة ٱخرَى لتدمِير خليَة لمصَاصِي الدِماء بالفَشل الذرِيع ، ونَتجَ عَن ذلِك مقتَل إثنَين وإصابَة خمسٍ يزِيد عنهُم قائِدهُم ،

وعلَى بُعد أمتارٍ قلِيلة مِنهُم ،

داخِل غُرفة بالِغة الوِسع ،
بِها أحدهُم ، يقِف بِهدُوء ويُدندِن بٱغنيَة غَير آبِه لأي لعنَة تحدُث خارِجاً ،

حَيث يُمسِك مواد كِيميائِيَة خطِرة كالتِي تُحِيط بِهِ مِن كُل زاوِيَة ،

يتخِذ حذرهُ عنهَا بإرتداء نظَارةٍ طبيَة تحمِي مِن مُنتصف جِسر أنفِه حتَى أعلى حاجبَيه ، ولا ننسَى البالطُو الطبِي الأبيَض معَ قمِيص يُماثِلهُ اللَون ،
بِشعرٍ أسوَد قصِير ينتهِي عِند شحمَة ٱذنِه معَ أعيُن سَودَاء حَادَة ،

كان الجَو هادِئ بشكلٍ لا يُوصَف ،

قبلَ أن يتِم فتحُ الباب بهمجيَة وظهُور هَيئَة مُصابَة تلهَث
لَم تجِد الدمويَة مجَالاً داخِل وجهِه فإتخذَ الأصفَر الشاحِب لَوناً لهُ ،

يُمسِك مابَين بطنِه وخصرِه ويعتصِرهُ بأصابِعه ليَتوَقف عَن النَزف ، رُغم ذَلك بقَى يُقطِّر على الأرضيَة ويُغرِق قمِيصهُ تدرِيجياً ،

تستطِيع أن ترَى وجههُ وهوَ يغُوص بالعَرق و أنفاسَهُ وهِي تنفُخ صدرهُ و تخوِيهِ سرِيعاً و بشكلٍ مُتقطِع ،

ورُغم ذلِك لَم يهتَز الواقِف ولَو لإنشٍ واحِد ،
فقَط بقَى واقِفاً بِـسكِينة ورمَى طرفَ عِينِه ينظُر لهُ ،

" سُوكجِين تعرَض لِلهجُوم والعَض ، أين الحُقنَة؟!" صرخَ بِها مُنفعِلاً ، ولَم ينُبهُ سِوا قهقَة الآخر ،

" ٱوه ، القِطُ ذُو السبعةِ أرواحٍ ؟ ، فقَط ،
دعهُ يخسَر واحِدة "

كانَ مزحاً ثقِيلاً قالهُ الأطوَل وهوَ يصُب سائِلاً شفافاً داخِل محلُول أزرَق قد أثار غضَب مَن يقِف قِبالتهُ ،

" نامجُون أين اللعنَة! " صرخَ مُجدداً ثُم ضرب الباب ، وقطب حاجبَيه مزِيداً
" إهدِئ ألَم يُرهِقُكَ فتقُ خصرِك ؟ ، إنهَا بالخِزانة الزُجاجيَة تِلك ، فلتجِد حلاً لفتحِها فالمُفتاحُ لَيس بحَوزتِي"  ،

المُنظمَةᴺᴶ313حيث تعيش القصص. اكتشف الآن