#21

123 16 212
                                    


إمتلأ المكَانُ كامِلاً بسيَارات الشُرطَة التِي تُحاصِرهُ مِن كُل جِهَة وتنتشِر بكُل ثغرَة ،

تواجَد كذلِك مُحققَين بشريَين ومساعِدِين رُوبُوتَات للتحقِيق بشأن تِلك العاقِبة الشنِيعة التِي تعرضَت لهَا الفتَاة المسكِينَة ،

لقَد سألُوا سُوكجِين عِدَة أسئلة ، هُم يرَونهُ محَل شَك كبِير ، رُغم عدَم توافُر أي أدِلة ، لأنهُ بكُل بساطَة هوَ الوحِيد الذِي كانَ مُتواجِداً فِي مكَان الجرِيمَة ، وآخِر مَن تواصلَت معهُ الضحيَة ،

ولكِن ما وَقف فِي صفِه أنهُ أتَى بعدَ وقُوع الجرِيمَة بنِصفِ ساعَة ،

لِذا هُم إكتفُوا بجعلِه معهُم حتَى يُنهُون كُل التحقِيقات و البَحث داخِل وخارِج المنزِل ،

ورُغم أن ما سيُنقِذهُ مِن كُل هذَا أن يُعطِيهم تسجِيل المُكالمَة والرسَالة التِي وجدهَا ، إلا أنه لَم يفعَل ولَن يُفكِر بفِعل ذلِك حتَى ،

هوَ فقَط يُرِيد رقبَة جِي ، لقَد أقسَم مرَة ثانيَة بتحطِيمِه فَور العثُور علَيه ، لقَد أصبَح لجِي حِسَاب طوِيل جِداً معهُ ، ولهذَا هوَ لَن يرحمهُ أبداً ،

كُل ما يجُول فِي تفكِيره أفكَار تتنافَس بـ'مَن الأبشَع؟' ، أيُهم أبشَعُ فِكرة ؟ حتَى يقُوم بتنفِذها علَى جِي ،

شردهُ أنسَاه حِسبَة الوَقت ، وحِسبَة خطواتِه ،
لِذا هاهوَ يقِف على أطرَاف الشارِع بَينمَا يُغطِي قمِيصهُ الذِي تلطَخ ببعض الدِماء بمِعطَف قُماشِي للكتفَين كانَ يضعهُ داخِل سيَارته ،

النسِيم لَم يعُد بارِداً جِداً ، هو قوِي وكثِير ، ولكِنهُ يكتفِي بملاطفَة وجهِه ومداعبَة خُصلاتِه الغربِيبيَة ،

بَين يدَيه كانَت تقبَع الرِسالة ، يُقلِبهَا بكثِيرٍ مِن التحسُر ، ضمِيرهُ يُأنِبه ، يُشعِرهُ أنهُ هوَ السبب فِي مَوتِها ،

وذَاكِرتهُ أخذَت تقُص علَيه المزِيد مِن الأحدِاث الألِيمَة ،

أستفَاق مِن شردِه جرَاء رنِين ساعتِه ،
لَم يُكلِف نفسهُ النظَر ، هوَ فتَح الخَط مُباشرةً ،

" جِينِي ، أين أنتَ ؟ " النبرَة التِي يستطِيع تمييزهَا وسطَ الملايين ، إنهُ حبِيبهُ ،

تحمحَم ليُنقِي حلقهُ مِن تِلك الغصَة التِي تخدِشهُ
" لَيس مكان مُهم " تمتَم بصَوت مُنخفِض ذُو نبرَة هادِئة غرِيبَة فِي ظِل ما يُنزِل أبصَارهُ للأرض ،

" لِما هُنالِك أصوَات سيَارات شُرطَة ؟ ، هَل انتَ بخَير ؟" ،
" أجَل ، إلى حدٍ ما ، سأشرَح لكَ كُل شَيء حِينمَا أراكَ" تفوَّه مُحاوِلاً طمأنَة القلِق ،
ولكِن طرِيقَة حدِيثِه قَد تناقضَت معَ هدفِه بالكامِل ،

المُنظمَةᴺᴶ313حيث تعيش القصص. اكتشف الآن