#27

127 16 179
                                    

" أنا لَا ٱرِيد أن أخسركَ أخِي! ،
أرجُوك ٱتركنِي ٱنقِذ ما يُمكِن إنقاذهُ فحَسب! " صاح جِيمِين فِي إطَار ما أمسَك برأسِه وأخذَ يضغطُ علَيه بقوَة ،

" و لعَل الجحِيم أقربُ لكَ مِن مِن أن أترُككَ دُون أن أعرِف ما تُخفِيه عَنِي " تِلك النبرَة بدَت بحَق سامَة ، كانَت تُشبِه فِي عُمقِها و الخَوف الذِي قَد تُولِدهُ داخِل قلبك فحِيح الأفاعِي ،
وذلِك الصَوت العالِي لَيس الصارِخ كانَ كافياً أن يجعلَك تَفعَلُ لهُ ما يُرِيد قَبل أن يقتُلكَ ،

تضاربَت انفَاس الأقصَر ، حلَّ تشَابك أصابِعهِ بخُصلِهِ وجعلهَا تُمسِك عضُدَي نامجُون ،

رَفَعَ رأسهُ ، رفَع صفراوتَيه بأنظَار تشعُر بالعَار ،
نظرَة ملِيئة بالتأسُف بالندَم الشدِيد ، ولكِن ذلِك التبلُد ، كان يلفحُها بكُل وضُوح ،

" مُنذُ سَنَتَين تماماً . . .




•الماضِي•

الثالِث مِن إبرِيل عَام الفَين و ثمانيَة عقُب الأربعُون ،

اليَوم المشؤوم ، ذلِك اليَوم الذِي قلَب حياتِي ،
ذلِك اليَوم الذِي لازِلتُ ٱعانِي لٱنظِف بقايَا مافعلهُ بِي مِن ذكرياتِي ولكِنهُ عالِق بشكلٍ يدعُوني للجنُون ،

سأسرِدُ لكَ الحِكَاية مُنذُ بِدَايتهَا ،

مُنذُ أن أتَانُي ڤِينُوم لأوَل مرَة بعدَ سنَة كامِلة مِن إنقطَاع علاقتنَا ،

حِينهَا كَان يبدُو أصغَر بكثِير مِمَا رأيتهُ علَيه حِينمَا جاءكَ ،

كان يبدُو لطِيفاً جِداً ، لدرجَة ستدعُوكَ للإقسَام ألفَ مرَة أنهُ لَم يرتكِب ذنباً فِي حيَاتِه ،

جائنِي وأنا أجلِسُ داخِل سيَارتِي بملابِس عاديَة يظهرُ علَيها البسَاطَة و طلبنِي بكُل هدُوء
" جِيمِيني ، هلَّا أعطَيتنِي بعضاً مِن وقتِكَ ؟ " ،

فِي تِلك الأثنَاء كُنتُ ولازِلتُ لَم أسامِحهُ علَى ما فعلهُ بِكَ ،
رفضتُ طلبهُ ولكِنهُ بقَى يترجانِي لٱوافِق حتَى نفِذَ صبرِي ففعلتُ ،

ولَم ألبَث أن وجدتهُ يجلِس على المِقعَد الذِي يُجاورنِي ،

" مالذِي تَبتغِيهِ مِنِي عقَب تخرِيب حياتنَا؟"
حدثتهُ ببرُود شدِيد وأنا أكادُ لكْمَ وجهِه بأقوَى ما لدَي ،

وحِينهَا وجدتهُ يخفِض رأسِه و يضمُ أرجلهُ واضِعاً يدَيه فَوقهَا ، ثُم يَرفعهُ ثانيَة بتعابِير مُتذلِلَة يظهرُ علَيها الشعُور بالذَنب مِئةَ مرَة
" أعلمُ أنكَ لَم تسامِحنِي أبداً ، وكذلِك جُون ،
ولكِن ٱقسِمُ لكَ أننِي- "

المُنظمَةᴺᴶ313حيث تعيش القصص. اكتشف الآن