" جُونـآه؟ ..." صَوتٌ هادِئ نادَى بكثِير مِن الضُعف ، وماكَان مصدرهُ سِوا ثِغر جِيمِين ،
جِيمِين الذِي كانَ يتقدَم ناحيَة أخِيهِ بخطوَات بطِيئة وملامِح مُستغرِبة مِنهُ ،
هوَ يقِف فِي مِنتصَف الغُرفَة بكُل سكُون و ينظُر داخِل لَوحَة إلكترُونيَة رقِيقة يبدُو أنهَا صُورة أو مَا شَابه ،
يتفحصُها بنظرَات خامِلة ، باكيَة ، حزِينَة ، ولا تستطِيع إخفَاء ذلِك أبداً ،
أكمَل يأخذُ خُطاهُ نَحوَ الأطوَل حتَى حاذاهُ مُمَرِراً أنامِلهُ فَوق كتفِه هدفَ إعلامه بِوجُودِه دُون إفزاعِه ، لأن كمَا مِن الواضِح أنه شارِد بقدرٍ جعلهُ يغفَل عَن توَاجُد الاصغَر ،
نظَر لهُ سرِيعاً دُون أن يُخفِي كَونهُ يبكِي ، لأن بالفِعل جِيمِين قَد رأى الصُورة ،
صُورة لا تبدُو حدِيثه لسُوكجِين ، لا يبدُو أيضاً أنهُ كانَ يعلمُ بهذِه الصُورة ، فهِيَ مأخُوذَه مِن زاوِيَة تكشِف وجهه كامِلاً غَير المُنتبِه ونِصف جسدهُ ،
" لِما ، لِما تبكِي ؟ " بدَى علَيه القَلق الشدِيد وهوَ يسألهُ بَينمَا يمسحُ على أطرَاف خِصله السَودَاء ،
" لقد ، إنتهَى " هجسَ بخفُوت مُطأطِئاً رأسهُ و وَاضِعاً الصُورة أعلى الطاوِلة المُجاوِرة ،
" مالذِي إنتهَى؟ " زادَت رهبتهُ ، أمسَك بعَضُد أخِيه و تغلغلَ الخَوف نظراتِه ،
" جِين ، تركنِي ..." إستنشَق الهَوَاء الخانِق حَولهُ وإبتعَد عَن جِيمِين مُتمشياً إلى سرِيرهِ ،
فُتِح ثِغر الأصغَر و توَسعَت أعيُنه حتَى تزحزحَت العدسَات الزرقَاء عَن قرنيَتهَا ،
ولكِن سُرعَان ما بدأت أطرافُ فاههُ المصدُوم بالإرتفَاع تدرِيجياً حتَى تشكَلت إبتسَامَة فرِحَة علَيها ، ثُم تنهَد عِدَة مرَات وكأنَّ هماً مَا قَد إنزَاح عَن قلبِه ،
حاوَل مُداراه نبرتِه الفرِحَة بألا يتحدَث وهوَ يتقدَم إلَيه بعدمَا أخمَد ملامِحهُ السعِيدَة ،
" لا أستطِيع تصدِيق ذلِك ... " تمتَم بهدُوء مُستدِيراُ جِهة الأصغَر الذِي بالفِعل أصبَح قرِيباً مِنهُ ثانيَة ،
" لا أستطِيع تصدِيق أن كُل شَيء إنتهَى بهذِه السُرعَة ، لَم يمُر شهرَين حتَى على مواعدتنَا ،
لَم نتجَاوَز الأربعَة أشهُر مُنذُ أن عقدنَا الصفقَة ، لَم نشبَع مِن بعضنَا بَعد ، لِم نفعَل ... " أخذَ نفساً عمِيقاً ،
ثُم تنهدهُ بأنفاسٍ مُتقطِعَة ،
أنت تقرأ
المُنظمَةᴺᴶ313
Fanfiction[ مُكتملَة ] ← [ 30 جُزء ] مصاصِي الدِماء ؟ ، مخلُوقات اسطُوريَة أرعبَت الملايِين وألزمتهُم بيُوتَهُم ، نبعَت مِن بريطانيَا و تكاثَرُوا بجمِيع بلدَان العالَم ، أتقُول أنهَا خُرافَة ، صحِيح ؟ ، مرحباً بِكَ فِي عام 2050م ، ولكِن قَبل أن تُقبِل ، إحذَر...