خذلان وألم

2.4K 21 15
                                    

زمن الملوك والرعاع
البارت السادس
خذلان وألم

مملكة الجنوب

في قاعة الحكم المظلمة، جلس الملك مع ابنه الأكبر ووريث العرش، سيف، ومعهما وزيره صفوان. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، حيث كانت أنباء الحرب تتردد في الأفق كعواصف تتجمع في السماء.

سيف: الأخبار اللي وصلتنا بتقول إن سمراء عسكرت في صحراء الرعاع، وإنهم انسحبوا للجبال.

الملك: تفتكر إن الحصار ده هيجبر الرعاع إنهم يلجأوا للتفاوض؟

سيف: أعتقد إن الحصار هيكون صعب عليهم، لكن العقبة الحقيقية هي القائدة بتاعتهم، حوراء، وكبريائها اللي ما تعرفش تقبل الهزيمة.

صفوان: بالفعل، مولاي. النصر محتاج لصبر كبير. ومن يستطيع أن يصبر سيحقق ما يريد.

الملك: هذا صحيح، يجب أن نحقق مبتغانا من الحملة دي. الأمر يتعلق بهيبة المملكة.

سيف: طبعًا يا مولاي، لكن مش عاوزين نستعجل في اتخاذ القرارات. إذا تحب، ممكن أشارك في الحملة وأقودها بنفسي.

الملك: لا يا سيف، سمراء عارفة بتعمل إيه.

صفوان: أرى أننا لا نحتاج للاستعجال، وجودنا هنا قد يؤمن قوافل مملكة الشمال. وبكده نزيد من خسائر الرعاع.

سيف: بالطبع يا مولاي، الحملة هتأثر على اقتصادنا، لكن عندنا القدرة على التعويض. الزراعة عندنا مزدهرة.

الملك: وصلني إن مملكة الشمال بتبني سفن عشان تعتمد عليها في التجارة.

صفوان: هذا صحيح يا مولاي، لازم نكون جاهزين.

الملك: فعلينا أيضًا أن نبني سفن، ولازم يكون عندنا قوة بحرية.

سيف: عندي سؤال، مولاي. ليه عندك رغبة إننا نحط مملكة الشمال في أزمات دائمة ونعتمد على الرعاع؟

الملك: قلتلك قبل كده يا سيف، إن الرعاع هم أول خط دفاع بينا وبينهم. قبل ما يتواجدوا بكثرة في الصحراء، كان عندنا مناوشات كبيرة، ومروا بظروف قاسية جعلتهم محاربين أقوياء. كانوا غالبين علينا في كتير من المعارك واضطرينا لعمل معاهدات معهم.

صفوان: مولاي درس التاريخ جيدًا، والتاريخ هو مرآة للمستقبل.

سيف: عايشين على حكمة الملك يا وزير.

الملك: ابقوا على تواصل مع سمراء، عاوز أعرف كل شيء أولًا بأول.

صفوان: أمرك يا مولاي.

خرج سيف والوزير صفوان، ودخلت أروى إلى الملك الذي كان قد أرسل في طلبها. دخلت وجلست عند قدمه، ومد الملك لها قدمه لتقوم بتدليكها.

أروى: مولاي يحتاج للراحة.

الملك: الأمور في المملكة مش سايبة مجال للراحة.

زمن الملوك والرعاع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن