حياه و موت

1.4K 21 27
                                    

زمن الملوك والرعاع
البارت الثانى عشر
حياه و موت

#مملكة الشمال

في جناحها الفخم، جلست "ليل" منتظرة وصول "نور"، وعندما دخلت، ابتسمت لها ليل ابتسامة رحبة، وقالت برقة: "أنا سعيدة بزيارتك لي في جناحي، يا نور."

ردت "نور" بنظرة مشبعة بالهموم والغضب المكتوم، وجلست بقربها وقالت: "كنت عاوزة أتكلم معاكي، يا ليل، أنا متغاظة جدًا."

رفعت ليل حاجبها باهتمام وقالت بصوت يمزج بين التعاطف والفضول: "إيه اللي مضايقك كده؟"

تنفست نور بعمق، وهي تحاول السيطرة على مشاعرها: "تخيلي إنه كان المفروض أروح جناح الملك، لكن فجأة طلب شمس تكون هي اللي تروحله."

هزت ليل رأسها بتفهم وكأنها قد رأت هذا السيناريو مرارًا، ثم قالت بهدوء: "متخيلة جدًا. الملك دايمًا بيقرب ديم وشمس أكتر مننا."

أعطت نور ضحكة ساخرة وهي تهز كتفيها، وقالت: "مش فاهمة ليه يا ليل... حتى لو شمس أصغر وأجمل، ديم أكبر منا وأوعى."

ابتسمت ليل ابتسامة مريرة وقالت بصوت يشوبه الحكمة والتفكير: "يمكن تكون بتتكلم معاه بطريقة بترتاحه أكتر، أو بتشيل عن قلبه همومه. لازم نعرف الملك بيحب إيه وبيكره إيه. إحنا جواري الصفوة يا نور، مش مجرد جواري عادية."

تنهدت نور وهي تشعر بأهمية كلام ليل، وقالت بصوت يحمل عزمًا: "عندك حق، لازم نحط إيدينا في إيد بعض يا ليل عشان نبقى أقوى."

ابتسمت ليل وأومأت موافقة: "أكيد، يا نور."

ثم اقتربت نور، وقد غلبت على ملامحها ملامح اهتمام كبير، وهمست: "الملك مشغول بالحادثة اللي حصلت مع السفن... لازم نكون على دراية كاملة بكل الأحداث."

أومأت ليل بإيماءة عميقة، وقالت: "عندك حق، أنا هخلي خادمتي غروب تتابع الأخبار وتنقل لي المستجدات أول بأول."

ابتسمت نور وقالت بشيء من الحماس المكتوم: "وأنا كمان هعمل كده مع خادمتي هالة... على فكرة، سمعت إنك قابلتي الملكة الأم."

فوجئت ليل بسؤال نور وارتبكت لبرهة، لكنها استجمعت نفسها سريعًا وأجابت بهدوء: "آه، كنت بسألها عن الحادثة الأخيرة."

راقبت نور ليل نظرة خاطفة وكأنها تحاول سبر أغوارها، ثم قالت بابتسامة مصطنعة: "ماشي يا ليل، أنا همشي دلوقت."

نهضت ليل بابتسامة دافئة: "تشرفت بزيارتك، يا نور."

خرجت نور من جناح ليل بخطوات حذرة، تتبعها خادمتها هالة التي كانت تقرأ ملامح وجه سيدتها بدقة.

همست هالة بخوف مكتوم: "مالك يا سيدتي؟"

نظرت نور بنظرة تحمل استياءً واضحًا وقالت بمرارة: "مفيش حد طيب يا هالة."

زمن الملوك والرعاع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن