زمن الملوك والرعاع
البارت الخامس عشر
#صراع#مملكة الشمال
وقف الجنرال موسى مع طاهر وهند في مكان الحادث، حيث ما زالت بقايا السفن المدمَّرة تلقي بظلالها على المكان، وريح البحر الباردة تداعب وجوههم، كأنها تذكرهم بما حلّ هنا من خراب.
**موسى** (بهدوء يزن كل كلمة): "هنا المكان اللي كانت بتتبني فيه السفن.. وهنا حصلت الكارثة."
**هند** (بعيون يملؤها القلق): "طيب.. ما فيش أي خيط نوصل له؟"
**موسى** (بنبرة يملؤها التفكير): "لحد دلوقتي لأ.. إحنا بنراقب أي تحركات مشبوهة لأي مجموعات مسلحة، كمان بنراقب حركة الأموال.. أكيد في حد بيدعمهم وبيحركهم."
**طاهر** (بثقة وتحدٍّ): "لكن ده مش كفاية، چينرال."
**موسى** (بفضول): "تفتكر ممكن نعمل إيه يا طاهر؟"
**طاهر** (بتركيز وحنكة): "اللي عاوز يوقف بناء السفن أكيد هيهاجم تاني.. يبقى نديهم طُعم."
**موسى** (متسائلًا): "طُعم إزاي يعني؟"
**طاهر** (بثقة): "هنبني موقعين للسفن.. واحد حقيقي والتاني وهمي.. نخلي التاني مجرد طُعم، ونراقب المكان، ونستنى إنهم يتحركوا."
**هند** (بإعجاب): "فكرة ممتازة يا طاهر."
**موسى** (يبتسم بتقدير): "فعلًا، فكرة ذكية.. أنتوا هتتولوا حماية الموقع الحقيقي، وأنا بنفسي هتولى مراقبة موقع الطُعم."
**هند** (بعيون تلمع فضولًا): "تفتكر مين اللي عمل كده؟"
**موسى** (بجدية): "في قدامنا طرفين مشبوهين.. يا إما الرعاع، أو مملكة الجنوب."
**طاهر** (يهز رأسه معترضًا): "صعب أصدق إن الرعاع عندهم القوة دي.. مش ممكن يكونوا وصلوا لحد داخل الممالك."
**هند** (بحذر): "يعني.. بترجح إن مملكة الجنوب هي ورا اللي حصل؟"
**طاهر** (بتركيز): "مش بالضرورة بشكل مباشر، لكن ممكن تكون مملكة الجنوب هي اللي بتحركهم من بعيد."
**موسى** (باقتناع): "ده احتمال كبير، خصوصًا لو بيستخدموا الرعاع كأداة.. زي ما نسمع بيحصل."
**هند** (بشيء من القلق): "بس الأخبار بتقول إن الوضع في مملكة الجنوب مضطرب بعد موت الملك وولي العهد.. ويقال إن الأمير الجديد اعتمد سمراء جاريةً له."
**طاهر** (يعلو حاجبه في دهشة): "ده معناه إن سمراء بقت قريبة جدًا من الحكم."
**موسى** (متفكرًا): "لو ما كانتش هي اللي بتحكم أصلًا.. لازم نرد عليهم برد قوي بعد اللي حصل."
**طاهر** (بابتسامة حازمة): "ما تقلقش، چينرال.. إحنا في ضهرك، ومستعدين نواجه الخطر، سواء من برا أو من جوا المملكة."
أنت تقرأ
زمن الملوك والرعاع
Genel Kurguفي زمنٍ طويت فيه صفحات التاريخ، حيث لم يبقَ من الحضارات سوى رماد، كان البشر ألدّ أعداء أنفسهم. أنهكتهم الصراعات حتى صارت الأرض ملطخة بذكريات الفناء والخسارة. الطبيعة، الصامتة منذ أمد بعيد، قررت أخيراً أن يكون لها كلمة، فهاجت وارتعدت، وأرسلت غضبها كع...