في إحدى المستشفيات الحكوميه في العاصمه ..
في شوارع سيؤول المزدحمه ، في صباح يوم مُغيم حيث يملأ الطرقات الندى ورائحة الارض المبتله المتشبعه من فيض حزن السحاب ..
ذلك الجسد النحيل ، ممزق الملابس
خدوش تملأ وجنتيها ورضوض تلونت بالازرق على جسدها ، شعر مبعثر وروح تلهث بعد صراع حاد خاضته قبل دقائق ..هاهي ذا تتجه ناحية إحدى البنايات الكبيره البيضاء
حيث فيها يصبح الانسان في غربه لا رجوع منها ،حُر لكنه بذات الوقت مُقيد
بسلاسل غير مرئيه تربط روحه ..بعدما جُرت من قِبل طبيبين إلى إحدى أشهر مستشفيات الامراض النفسيه ؛
لم تعد لها طاقه حتى للكلام فقط تلهث بينما تراقب الشوارع المُبتله منذ البارحه ؛
بالأصح تودع تلك الرائحه التي تبعث الطمأنينه ..
هي توقن أنها لن تشتم رائحتها بين كومة المعقمات الخانقه والعقاقير ذات طعم الصبار ، مُره لاذعه ..
توقفت السياره أمام بوابه كبيره من الزجاج
تستطيع من خلاله رؤية الناس بالداخل ، البعض يمشي بوتيره سريعه والبعض الاخر يمشي كالمعتاد ، وجميعهم يرتدون ملابس خضراء رفقة ستره بيضاء..كمن تقف بينهم الفتاة السمراء مقيدة اليدين ....
° ° °
" قلت إتركوني والـلعنه ألاتفهمون "
قالت بينما تتخبط بين يدي الطبيبان
فهما يُقيدانها أحدهم من ذراعها اليمنى والاخر
من اليسرى" إصمتي وإلا أستخدمت العنف يا فتاة"
قال ذو الشعر البني ، الطبيب على يمينها .." أنا بالفعل مُقيده لن أهرب لذا أفلتا يدااااي "
ردت صارخه نهاية حديثها ، أومأ ذو الشعر
العسلي لصديقه ذو الشعر البني يحثه لتلبية رغبة الفتاة..يمشيان محاذيان لها بينما هي هادئه وكأنها
ليست تلك التي كانت تصرخ منذ دقائق ؛كانت تتأمل المكان من حولها ..
" طبيب مارك ، الغرفه 107 للمريض الجديد "
كان هذا الصوت آتٍ من خلفهم يعود لإمرأه تبدو
في عقدها الثالث ، بملابسها الكحليه رفقة ستره بيضاء ورباط شعرها السكري والملف الذي تمسكه بين كفيها ،تبدو أعلى رتبه ....
" أبــ الصدفه تقصدين الطابق الاخير ؟ "
ملامح التعجب ممزوجه بالصدمه أعتلت وجه مارك .." لـشحة الغرف ، أنت بالفعل تعلم ذلك "
أجابت بهدوء بينما تراجع ملفها قبل إعتراض ذو
الشعر العسلي" لكن الطابق المُظلم ! أنتِ تدركين مدى التأثير السلبي الذي قد تتلقاه الفتاة ، بالإضافه الى أنها من
المرحله الاولى فقط "" إنـها أوامر المدير إدوارد والان استأذنكم "
قالت ثم همت ذاهبةً تاركةً من بخلفها يتنهدان ..يلتفتان للفتاة التي لم تُعطي بالاً لأيً من حديثهم
فقد كانت تتنهد بين الفنية والاخرى بضجر إثر وقوفها لمده طويله ، رفقة تذمراتها أن قدماها تخدرت ..
أنت تقرأ
شِفارز | Jk°
Misterio / Suspenso" أسودٌ أنـت وأنا الأبيض .. " لــنمتزج مــعاً و لــنصنع لــوناً يـخصنا ...