الفصل الثالث♥

4.5K 205 30
                                    

_ دموع حزينة قد اختلطها بعض الدموع الفَرحة والإبتسامات السعيدة_

                               ❈-❈-❈

وقفت آلاء تطالع كل ما يحدث بأعين متسعة يتآكلها القلق والخوف، استعجبت من سير الطبيب والممرضة بتلك السرعة...السرعة التي لم تستطع أن  تفسرها سوى بتفسير واحد فقط وهو توقف قلبه عن النبض، و حصل له اكثر شئ لم تتمنى أن تستمع إليه في حياتها.

شعرت أن دقات قلبها هي التي ستتوقف من الخوف عليه، أعدت ذاتها لإستماع خبر الطبيب الذي سيرهق قلبها وروحها ويساهم في إنهاء حياتها التي تمضي بوجوده، تقسم أن صوت دقات قلبها أصبح يصل إلى مسامعها أغمضت عينيها وضغطت فوقهما بقوة تتظر لاستماع صوت الطبيب عندما يهرج من الغرفة، وهي تدعي ربها بضعف شديد من بين بكائها

:- لأ لأ، يارب عـمر ميحصلهوش حاجة مش هقدر يارب..

تنادي ربها بأمل وقلبها يملؤه الحزن والقهرة التي كادت تقسمه إلى نصفين، تقسم بأن اللحظات التي تمضي عليها الآن هي أكثر لحظات مرعبة مضت عليها في حياتها، حتى موت والديها لم تخشى وتخاف هكذا، كان هو  حينها بجانبها يطمئنها ويحاول ان يبث في قلبها الذي يرتجف الهدوء والاطمئنان، لكنها الآن لم تجده بجانبها لكي يطمنها كما اعتادت، هي الآن بمفردها، بل هو بذاته سبب قلقها الشديد الذي سيتسبب في إنهاء حياتها.

أعادت فتح عينيها على صوت الطبيب وهو يغلق باب الغرفة خلفه بعدما خرج من عند عمر للتو، وابتسم بهدوء لعله يهدأ من وتيرة قلقها هي وتامر، وغمغم يشرح لهما الأمر بعملية وهدوء

:- الحمدلله عمر بيه اتحرك ودة مؤشر اللي كنت مستنيه عشان نتأكد من نجاح العملية، يعني كدة هو فاق وبقي كويس إلى حد ما، بس جسمه مرهق على الصبح أو كم ساعة هيكون استعاد وعيه.

تهللت أساريرها بسعادة تغمرها، وبدت الفرحة تلتمع داخل عينيها الذابلتين وقد أعاد بريقها يتلألأ من جديد، وأعادت تلتقط انفاسها بانتظام، تُدخل اكبر قدر من الهواء في رئتيها، وكأن الهواء كان محجوب عنها من قبل، تمتمت تسأله بتلعثم و عدم تصديق، جيث أن حديثها كان غير منتظم نهائيا، تشعر ان أذنيها توهمها بخبر هام تحلم باستماعه

:- هـ.. هو كويس، يعني اكيد كويس، هو قصدي صحي وفاق بجد...خلاص مبقاش تعبان زي الأول؟

ابتسم الطبيب بهدوء تام بعدما رأى لهفتها الواضحة عليه، واومأ لها برأسه إلى الأمام بثقة، مما جعل دموعها تنهمر مجددا على وجنتيها لكنها ليست مثل كل مرة، فتلك دموع الفرح...الفرحة التي غمرت قلبها بعد حديث الطبيب.

قبل أن يذهب الطبيب استوقفه تامر وهو يسأله مرة أخرى؛ ليتأكد مما استمع إليه للتو

:-دكتور أنتَ متأكد من اللي بتقوله دلوقتي؟

أنين وابتهاج "الجزء الثاني" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن