الفصل الثامن عشر

2.1K 127 20
                                    

ظلت عينيها معلقة على ياسين شقيقها تطالعه بعدم تصديق، وقد بدت الصدمة بوضوح فوق قسمات وجهها المذهول، لا تعلم ما سبب عودته الآن؟!
فعندما طلبت منه أن يعود لحضور حفل زفافها رفض على الفور متحججًا بأن لديه العديد من العمل الهام في فرنسا ولم يستطع أن يترك كل ذلك فلماذا عاد الآن؟!

تطلع الجميع حيث تنظر عالمون بوجوده، فنهض عمر مقتربًا منه بخطوات واثقة كعادته اسرعت تلحقه بخطوات شبه راكضة حتى تلحقه، وقفت أمام ياسين ملامح وجه غير مطمئنة قلقة، وكانت هي أول مَن تحدثت تقطع ذلك الصمت السائد بين الجميع، فتمتمت متسائلة بهدوء لم يخلو من التوتر

:- إيه دة ياسين غريبة، إيه اللي جابك دلوقتي؟

طالعها باستنكار لحديثها رافعًا حاجبه إلى أعلى بعدم رضا، ورد يجيبها بلا مبالاه بعدما توجه نحو الأريكة جالسًا يضع ساق فوق ساقه الآخر بكبرياء

:- مفيش يا آلاء الشغل بقى أحسن دلوقتي، جيت اباركلك على الجواز أنتِ وعمر عشان معرفتش اجي الفرح بس شايفك مش مبسوطة يعني.

رسمت فوق شفتيها ابتسامة شاحبة خاصة بعدما رأت نظرات عمر المصوبة نحو ياسين كالسهام القاتلة لا تتمنى اطلاقا أن يحدث أي شجار بينهما، لا تريد ان تُحصر في أي موقف بين شقيقها وزوجها، تعلم جيدا انها ستكون أول المهزومين في ذلك الشجار، لكنها حاولت أن تبتلع ريقها الجاف بتوتر وتمتمت مجيبة إياه بهدوء زائف استشعره الجميع

:- لأ طبعا يا ياسين مبسوطة أكيد، أنا بس اتفاجأت مش أكتر، مقولتش ليه إنك جاي كنت جيت أنا وعمر استقبلتك وأخدتك من المطار.

كان عمر يتابعه بصمت، و نظراته مصوبة عليه بغضب شديد، يعلم جيدًا نواياه الحقيقية؛ لذلك اردف بحدة وصرامة

:- طيب يا ياسين بما أنك رجعت فتعالى معايا المكتب عشان عاوز اتكلم معاك في كم حاجة.

سار  خلفه ببرود تحول إلي غضب ما أن اغلق باب المكتب عليهما بمفردهما، ووقف ياسين قبالته يضع يده في جيب سترته بلا مبالاه، فأردف عمر متحدث بلهجة غاضبة مشددة بحزم، ضاغطًا فوق كل حرف يتفوهه

:- غريبه يعني يا ياسين إيه اللي رجعك دلوقتي متقولش عشان آلاء لأنك عارف إني فاهم كويس وخرج آلاء من الحوار لأنك لو كنت بتفكر فيها كنت جيت الفرح.

ضحك على حديثه باستهزاء مما جعل الغضب يزداد و يشتعل بداخل عمر، ثم رد عليه بتهكم ساخرا

:- طب ما فعلا أنا مش جاي عشان آلاء، والاء متهمنيش اصلا، بس أنتَ عارف برضو كويس أوي أنا جاي ليه

سار عمر مقتربًا منه قاطعًا المسافة بينهما مكورًا  قبضة يده ثم بدأ يضربه في وجهه بعنف حاول ياسين أن يسدد له العديد من الضربات، لكن عمر كان الأقوى بغضبه المشتعل بداخله.

أنين وابتهاج "الجزء الثاني" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن