الفصل الرابع

4.3K 193 19
                                    

_ مشاعر حقيقية صادقة توجد داخل قلوبهم
وكأن كل منهم قلبه ينبض عشق_

                             ❈-❈-❈

دلفت فريدة الغرفة بوجه مكهفر غاضب، توجهت نحو الفراش مباشرة من دون ان تتطلع نحو ذلك الذي دلف معها الغرفة، تحدث تامر بصوت مجهد بشدة مما حدث معه في اليومين اللذان مضوا

:- فريدة قومي طلعيلي هدوم عقبال ما ادخل اخد دوش لأني تعبان أوي.

هو مُحق في حديثه، فهو لن يذق النوم ولو وهلة واحدة في تلك الفترة، قلبه كان سيتوقف من فرط القلق على شقيقه، كانت ستنهض تحضر له ثيابه لكنها تراجعت وباغتته بردها عليه الغير المتوقع أطلاقا، فقد اعتدلت في جلستها وردت عليه ببرود

:- لأ مش قادة أنا كمان تعبانة، قوم اعمل حاجتك لنفسك أو اقولك ابقي خلي اللي بتشتغل معاهم يعملولك حاجتك اللي أنتَ عاوزها.

أدرك سريعا أنها لازالت غاضبة مما حدث بينهما؛ لذلك تنهد بصوت مسموع في محاولة منه ليبقي هادئًا معها ولا يزعجبها غمغم بهدوء

:- سلامتك يا قلبي من التعب، خلاص خليكي أنا هقوم اعمل حاجتي لنفسي.

لم تعير حديثه أي اهتمام بل تركته كأنه ليس معها في الغرفة، بينما هو ولج نحو المرحاض وهو يلعن بسملة في سرة عدة مرات، كان يشعر بالحيرة الشديدة، هو كان يخشى دائما أن ما يُقال على بسملة يكون صحيحًا، فهو قد عارض عمر ووالدته بكل الطرق الممكنة ليثبت عدم صحة حديثهما الدائم عنها.

لكنه الآن قد تأكد كبيرة من صحة نظرة الجميع فيها، هو قد حا'رب شقيقه  ووالدته في البداية ثم حا'رب قلبه وعقله من بعدها، لكي لا يتعلق بفريدة التي لم تفعل له شئ سئ، نعم لم تفعل شئ سوى أنها فتاة جيدة ورائعة بشدة الجميع يتمنى في حياته مثلها..

كان يمنع قلبه ويغلقه جيدًا؛ لكي لا يتعلق بها و ويحبها فهي ذات مزايا متعددة تجعله يعشقها رغما عنه، وقلبه يتيم في عشقها، كان يفعل ذلك مع عقله أيضًا؛ حتى لا يراها بصورة جيدة ويرى مزاياها العديدة التي لا تُعد، كم مرة وقفت بجانبه من دون أن يطلب منها ذلك، وفي النهاية كان كل مرة يجر'حها ويتهرب من وجوده معها،  يخبرها علنا بأفعاله أنه لا يطيقها ولا يريد وجودها معه، معترف أنه كان يتعامل معها بغباء.

كل مرة يجرحها و يجرح قلبها، لا ينكر انه لأول مرة يكون قاسيا على أحد، فهو كان قاسي معها  هي بالتحديد بشدة،  لكنه وأخيرًا بعد كل ذلك فاق واستطاع أن يرى ما يحدث حوله بوضوح، لا يعلم إن كان فاق مبكرا أم بعد فوات الاوان، لكن ما يعلمه هو ان قلبه قد أحب فريدة وعقله يريدها بجانبه،  فقد اتفقا عقله وقلبه معا على حبها، قرر أن يعوضها عن كل ما كان يفعله معها، فهي مَن تستحق حبه، هي حقًا فريدة في كل شئ ونادرة لن يجد أحد مثلها في العالم بأكمله، أصبح مقتنع ومتأكد من أنه يحبها..

أنين وابتهاج "الجزء الثاني" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن