1

80.4K 836 220
                                    

التراث ، التاريخ ، المجد ، ندور في هذي الحُقبة بين تواريخها وامجادها وقصصها ، نبحر بتاريخها العتيق للمغيب ، نروي اعذب القصص و قضايا العرب ..
- في الماضي ،
- قرية المسارح - سوق الحرير
في تلك الحُقبة كان اعظم سوق في تلك الارض الجنوبية ، سوق كبييير وسيع فيه من خيرات الدنيا كثير ، بياعين الحرير والقماش والقطن ، بياعين العبايات والخمار ، بياعين الذهب والفضة ، بياعين القهوة والبخور ، بياعين الخيول العربيه الاصيلة والمواشي ، والكثير الكثير من خير الله ورزقه عليهم ..
: تفضلي ياخاله عيني على هالقهوة البُن العربي فياح يكيف برأس
: عندنا أقمشة تونسيه ، عراقية من غير الاصيل مانبيع
والكثير من العبارات التي كانت تنرمي على نساء القرية المارين بينهم ،
: حيّ الله العمدة ، يا مرحبا بابو النوارس ، طاب صباحك يا طيب القلبّ
القيت تلك العبارات على شيخ القرية وعمدتها ابو النوارس ومالقب بلقب " ابو النوارس " الا ان الله رزقه سته اولاد ولا بنات له ،  وزوجته آسيا حامل وكل مُناه ان يرزقه الله بفتاة تصُب عليه الرحمة والخير والرضا ..
اتسع مبسمه ابو النوارس والي كان اسمه بالاساس
"مهدي" وتقدم يلقي بانظارها على دكاكينه ومحلاته وتجارته وهو يردف باتساع محدث العاملين : الله يرضى عليكم ويفتح لكم ابواب رزقه
اتسعت ابتسامته وهو يقلب مسبحته السوداء ذات خيوط ذهبيه بين يديه ، بثوبه الابيض الاصيل وعمامة رأسه الملتفه حول جبينه ، يغزو شعره بياض مع خصلاته السود يمتلك عينان واسعتان كسماء سوداوتين كالليل بتجاعيد وجه ممتده الا ان كبره لم يقلل من مكانته وقوته وحدته ، ورغم الرحمه المصبوبه بقلبه الا انه يظهر قسوة وشّدة قوية يرتعب عند ذكر اسمه العرب ، كان سبب اتساع ابتسامته هي رؤيته لشيخ القرية "مصطفى"
  ذاك الشيخ البشوش طويل اللحية البيضاء والي كان طالع من المسجد بعد ان انهاء قرأت كتاب الله وبيده يلف مسبحته ابتسم باتساع وهو يسمع ترحيب ابو النوارس له بقوله : صبحك الله بخيره ياشيخ
كيف انه عدل الشيخ طاقيته وهو يتقدم له بابتسامة مردفًا : وصبحك الله برضاه ورضوانه ، واردف مكملاً بمزاح : علامه وجهك اليوم بشوش بزيادة
ابتسم ابو النوارس وهو يردف بعد ان تذكر زوجته آسيا الي تركها مع حكيمة القرية " ام بهجة " بعد ان أكدت له ان ولادتها اليوم ، اكمل : ادعى يشيخ ان الله يسهل ولادة ام زهير ويرزقني ضنى بصحته وعافيته
كيف تهلهل الفرح في وجه الشيخ مصطفى وهو يرفع يدينه عاليًا داعيًا بطهر قلب لها

رجع ببصره يلتفت على السوق الي عج بالناس والاصوات والاطفال والضحك والركض والبهجة بكل مكان ، وسرعان مافتح يدينه ضاحكًا لاصغر اولاده واحبهم لقلبه واقربهم له " ركُود " والي رغم ان اسمه يميل للهدوء الا انه سبب ازعاج كل اهل القرية بعد ان دفع كرتون برتقال على بياع الخضره وركض لابوه هارب ليستقبله ابو النوارس بحظنه وهو يحدث بياع الخضره ناطقًا : امسحها بوجهي وحقك يوصلك
ليعود ملتفت لولد موبخه بامر اكمل : علامك انت ما تقّر بمكان واحد ؟ مهبول ؟ وبعدين ليه مارحت حلقه القران ولا هارب زي العادة
كيف كان ركُود ضاحكًا بوجه الطاهر الي ورث جمال ابوه بشبابه ولم يرد على كلامه ابوه وعاد مكرر برغبه : يبّه شفت خيل ما شفت لها شبه بالعرب ابيها يبّه نخيتك
كيف عقد ابو النوارس حواجبه باستغراب اردف : وشفتها عند من ؟
ردد ركُود بحماسه ورغبته وشغفه الي شافه فيها : مع عمي ابو العز صغير جابته امه من كم يوم ابيّه يبّه
كيف اشار ابو النوارس برأسه مجيبه واردف : عين من الله خير ، وسرعان ماضربه بخفه ومزاح اكمل : روح للحلقة لا اشوفك مزعج حد من اهالي القريه ولا علقتك باعلى هالشجرة حتى تغرب الشمس
ركض ركُود امام انظاره فرحًا لانه عارفه ان ابوه ماراح يخلي شي بخاطره ابداً ، باللحظة الي التفت ابو النوارس على ولده زهير الي كان بكره وفتح دكانه وتقدم له وهو ينطق لراعي العسل الي بدأ يُصب صفاء ونقاء النحل بعلبه وقبل ان ينطق توقفت خطواته وانظاره اتجهت لصبيّه الي تركض باتجاه وبفرح تردف : البشرة ياعمدة البشرة
كيف التفت لها والي ماكنت الا بنت واحد من اهالي القرية اردف بابتسامة : سمّي يا بنتي وش صاير ؟
كيف حنت لركبتها تلتقط أنفاسها بعجلة حتى رفعت رأسها بابتسامتها وعلو انفاسها نطقت : الحكيمة ام بهجة تقولك اذبح الذبيحة اعطاك الله بنّية مثل فلقة القمر
كيف تهلهل الفرح في وجه مستبشرًا مبتهجًا بعد هذي السنين من الشّدة اعطاه الله حناناً ، التفت لاهل القرية وهو يرفع يدينه عاليًا ناطقًا : ياهل المسارح رزق عمدتكم ببنّية ثلاث ايام بلياليها فطوركم وغداكم وعشاءكم عندي وكل من دخل القهوة اخذ منها حلالًا ولا يدفع نصف هلله ،زهيير اذبح الذبايح
كيف انتشر الفرح بالمكان وانارت الانوار واقرعت الطبول والبهجة اعلان على قدوم بنت عمدتهم والي بتاخذ اكبر مكان بقلوب اهالي القرية ..

أسطورة الجبل الميت !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن