٢٢

16K 388 214
                                    

في الجانب الاخر في قرية العود
قبل ساعات

صار لها ايام تنتظر هجان ، اخبرها ان عنده مفاجأة ومن ذاك اليوم ما جاء ، طلعت غايتها تاخذ الملابس لانها ادركت انها سوف تمطر ، في اللحظة اللي تقدمت لمكانهم وعلى ظنها ممكن انه ترك لها شيء ، باللحظة اللي رأت ذاك الكتاب العتيق ، استغربت وهي تتقدم له لانه ماصار يترك كتب بل يعطيها بيدها ، نبشت بطهر اناملها على اوراقه لتسقط في احضانها ذاك الظرف المثبت ان بداخلها احرف بغداديه ، اخذتها باستغراب وهي تفتحها لترى ان رعشّة خطها دليل ان كاتبها شخص مستعجل التهمه الخوف ، بدأت بقراءتها باستنكار ..

" بغدادي المُحتلة ..
انا العاشق سيء الحظ ،
من تمسّك برمش عينّاك معتقدًا انهما مسكني فالتفت رمشيك علي ، وخنقتني !
من المذنب في قصص العشق يا بغدادي ؟
انتِ ؟ ام انا ؟ ام العادات والتقاليد ؟
أحتلت جيوش عاداتهم بلادي واستعمرت تقاليدهم بغدادي ، داسّ على كرامتي و نُجسّ كبريائي
على الرغم ان كل ماطلبته هو موطني !
بغدادي ، ما انا الا غريب في هذي البلاد ظن انه منها حتى صرخ بوجهه اخيك قائلاً "يعقب يناسب نسلنا غريب ..!"
اربع كلمات قادره على انهاء حُب بلاد ..!
هُزمت جنودي ، و أُحتلت ارضي ، اما انا فلا اجيد عبارات الوداع ، تُركت العراق مرة بلا وداع ، والان اترك بغدادي بلا وداع ، أنا العاشق سيء الحظ مابال قلبك أحبنّي ؟ "

دمعة واحدة غُرقت بحبر هذي الورقه تتبعها انهار من الدموع ، هو العاشق سيء الحظ لما أحببته !
بكت بتعب من ان النهاية التي خمنتها ربما تحدث ، وحدثت ، بكت وهي تجلس على الارض بارهاق بعد ان عادت الرساله بداخل الكتاب ، انهطل المطر ليبلل جسدها وكان الغيوم تبكي معها ، بكت وبكت وبكت بتعب من ان ولا مره بعمرها بتعيش مثل ماتمنت ومع من احبت ، رفعت نظرها لثنوى اللي جتها تركض وتجلس على ركبتيها تحتضنها نطقت بعد ان خمنت ان السبب فواز ومتاكده بعد ،



وبنبره بكاء وشفايف مرتعشه : رفضه فواز رففضه ثنوى ! ماراح اتزوجه ولا اعيش معه !
كيف ابتعدت عنها ومازالت تبكي رفعت يديها امام انظاره تنطق بقله حيله : ماراح نعيش في بيت حوله اشجار ولا نشتري خيل ماراح اصحى القاه ولا انام بحضنه ، بتزوج واحد عمره ماحبني ولا حكى القصص لي ولا اهداني كتب ما ودّي بغيره ما اقدر ثنوى ما اقدر !
كيف رجعت ثنوى تحتضنها وهي تبكي معها بعد ان ادركت ان العناء مكتوب عليهم هي و اخوانها وان قصص حبهم ناقصه ستبقى ، وان الحظ عمره ماراح يكون بصفهم !
حضنتها وهي تاخذها مع كتابها لداخل لان المطر بدأ يزداد تاركتها تبكي في حضنها وهي تتذكر لحظات فراقها مع ركود وتفهم علّتها اكثر من اي حد ..

وهناك عند العراقي ..

استقر في بيت راجد الفترة ذي فقط وكان راجد يحاول يطلعه من كآبته وحزنه لكنه ماقدر ابدًا ، راجد اللي كان الشخص اللي مايدري يداري مين ويترك مين ، التفت لطرقات الباب ، وقف وهو يشوف ذيابي اللي رافع شماغه على رأسه يحمي نفسه من البلل وفي يده براديّ الشاي واكواب ، دفع راجد وهو يدخل : ساعه ادق عليكم
جلس وهو ينفث ثيابه ويضع شماغه على كتفه لينطق باتساع : واحلى استكانة شاي من يد ابو نمر
وكان يقصد نفسه بلقب ابو نمر ، ليتسع مبسم راجد اللي جلس وتناول الكوب ومن ثم هجان ، كان ذيابي يشرح لراجد وش صار وقت وضاح عرف بسالفه فواز، على الرغم ان السالفه تزعل لكن سرد ذيابي يضحك لدرجه إن راجد مايذكر متى اخر مره ضحك كذا ، وقت وقف ذيابي وهو يمثل على الهواء وينطق : مسكه مسكه من عنقه وهبده هبد برد حر قلبي انت شايف طول وضاح صار فواز كانه ولده والله لولا ان عمي ابو العز جالس الا كان نصلي على فواز ..
كان يتهاتفون الحديث والضحك بينما هجان جالس بلا اي تعابير يحرك كوبه بيده بهدوء ، كانه جسد بلا روح ، خذوا روحه بابشع طرق الاهانه ، عزيز نفسه ماقدرت عزة نفسه تستحمل الإهانة ، كان يتأمل الشاي حتى برد مثل مابردت روحه ، باللحظة اللي وقف وهو يطلع من المكان ليتنهد راجد بعد محاولاته الفاشله لاسعاده ،



أسطورة الجبل الميت !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن