كان اول ماصادف نظرها ، سيارته ، هذي المرة الأولى اللي تشوف فيها سيارة ، معالم الصدمه تمكنت من وجهها ، صدمه مذهلة وهي تتحسسها باناملها ، بينما وضاح يراقبها باتسّاع ، فتح لها الباب ينتظرها تركب ، وركب هو لانه عارف انها بتقلده ، وبالفعل ركبت واقترب يغلق لها الباب ، ابتسم وهو يستوعب وجودها بجانبه ، بسيارته ذات الطراز الكلاسيكي ، راقب معالم الذهول فيها ، والسرحان بكل شيء تشوفه ، ضغط زر امام انظارها ليشتغل الراديو يكرر اغاني لفنانين عديدين وهو يراقب الذهول المتقمسم من بريقها ، رفعت اناملها المرتعشة تجرب حركته ليتبدل لصوت مغني اخر ، بدأت تكرر الحركة وهي تبتسم بمرح ، مرة ومرتين وثلاث حتى صدع صوت عبدالحليم بالمكان ، لتتوقف اناملها عن الضغط وهي تستشعر دخول صوته لمسامعها ، باللحظة اللي اتسع مبسم وضاح وهو يدرك الان ان العندليب محظوظ لانه كسب حبها ، كان يقود وعين لطريق وعين لها ، فتح لها الشباك وهو يشوفها تمد يدها للخارج باتساع ، حتى وصل لمقصده ، في طريق تمنى انه ماينتهي ، الشيء اللي سواه ان بمكان خالي زي الصحراء ، وقف اربع قوافل ، كل قافله فيها اغراض من كل شيء ممكن يتوفر في السوق ، فرشها لها في بسطات ، من ومن ومن ومن اشياء كثيير وقصد اللي تلمع في جهة كذهب وغيره ، نزل معها وهو يشوفها تتقدم ، هو مايشتري لها اللي تلمسّه بس ، كل شيء يجذب نظرها ياخذه لها ، الامر يحتاج نظرة واحدة منها ، وياحظ من لفت انتباهها ، كل ماتتأمل شي يجيبه لها ، وهكذا حتى اخذت كل ماهو جذاب من اقمشه والبسه واغراض وادوات ومسجل واشرطه واكسسوارات تلمع و اغراض صارت بوسط ايدي وضاح لا توصف ، ماكان في حد بالمكان غيرهم ، مايبي حد يلمح زولها ، شافها اكتفت وبطل شي يجذبها وهذا من خيبة حظ باقي الاشياء ، تقدمت له باتساع ترفع يدها له بعد ان جذب نظرها بناجل ولبستها ببهجة ، ليردف من بعدها : والله انه باهتّ ايامه حتى لبستّيه ، انتِ تحليّ الغرض مب هو يحليك..!
اخذ الاغراض لسيارة وركب معها راجعًا للغار اللي صار ملجى ايامه وداره ، يمشي بهالعُمر يسعى لاجلها هي وبس ولأجل تعود مثل ماكانت وافضل .. سخر لها الدنيا بين كفوفها ولو طلبت القمرة ما تغلى عليها ..!في بيت صالحة ..
كانت تنتظر الصبح على احر من الجمر لاجل بس ترجع ، ومجرد ما اشرقت الشمس جهزت اغراضها تبي تطلع ، بينما عند راجد ما نام ابدًا وقضى الليل كله يحرسهم ، طلعت وبعد اصراره انه يوصلها ماكان عندها اي قدرة لرفض ، تقدمت معه بخطوات هشّه والخوف ساكن هدبها ، بينما هو ساكن وهادئ عكس ضجيجها ، مشت معه حتى وصلت للقرية ، من جهة متوتره من وجوده ومن جهة كل ماتتذكر اللي ركض وراها تخافه ، التفتت له وهي تفرك يدها بتوتر نطقت : اشغلتك معليش
تأملها بهدوء حتى اردف من بعدها وأخيرًا طلع من صمته بغضبه وبنبره صارمه : نص الغلط عليك وعلى طلوعك باخر الليل وحدك كنتي انتظرتي حتى الصبح ! تدرين وتعلمين الدنيا مابها امان ومن يوم ورايح ركود يوصلك وانا اروح بك ومالك اي رفض ولا ترى بتعرف عمتي ويصير اللي ماتبينه ..!
كشرت بوجهه وتوها اقتنعت بطيبه قلبه لكنه فاجأها بقوله و هواشه لها اردفت بغضب : ابو طبع مايتخلى عن اطباعه ..!
ومشت من بعدها داخله تاركته يتنهد باللحظة اللي وصل لمسامعه صوت ركود الناطق بمزاح : اشوف روحاتك وجياتك كثرت يابو ندبه ؟ انتبه تراها بمقام قمر والله اسمع بك الصنج !
اتسع مبسم راجد ، اللي نطق بعدها بجدية : ودام انها بمقام قمر كيف تسمح لها تطلع بتالي الليل لوحدها ..!
انتشرت معالم الذهول بملامح ركود وهو يسمع سرد راجد للقصه ، كيف احمرت عيناه غضبًا اردف : والله لو يطلع كلامها صح وهذا منير والله لاشرب دمه القريتين
الا ان الرد جاء من راجد : انا والله ماذكره هالنمير ولكن اظن انها توهمت من خوفها ، انتبه لها ولا ترى انا اللي بشرب دمك
في اللحظة اللي نطق راجد بتردد بعده مصدر خوفه : الحين مب انت ولد خالها ؟ لشوله هالقرب !
ما كان من ركود اللي اتسع مبسمه وهو فاهمه وفاهم مقصده : لا ينشغل بالك تراها اختي من الرضاعة
كيف تنهد راجد براحه وهو ينطق يمنع ابتسامته من الظهور : اي زين يمديك توصلها
الا ان الرد جاء من ركود ضاحكًا : لا تخفي هالمبسم ترى راعي الهوى مفضوح ..!
أنت تقرأ
أسطورة الجبل الميت !
Mystery / Thrillerهنا ، او هناك ، او هاهنا .. رملاً ، وصخور ، زهراً ، وحقول أُغنية مسير ، تخبط غريق ، ندأ بوسط الحريق ، حُلم زمان ، ندم أيام ، ظُلم و بُهتان ، دمع حزين ، قلب جريح ، يدين ملطخه بطين .. أسيرة جبل قديم ، ام ذئاب الطريق ، طيف الوادي . - هو : المُنى ان لا...