وضاح اللي طلع من البيت واتجه لابعد بيت بالقرية اللي كان بيته هو و ركُود وراجد ولا يسمى ببيت بل عشّه من صنع ايديهم ، دخلهم كان ثقيييييل من داخله يحسّ انه يحمل الجبل الميت باكتافه مو بس اساطيره ،
جلس بتعب والتفكير يوديه ويجيبه مره يفكر يرجع رحال ومره يتذكر تعب ابوه مايقدر يخليه ولا يبي يشتت اصحابه وحاير بامره وضايع ولا له اي ديرة ولا موطن يحس انه يمشي بارض ماهي ارضه ويسبح بماء مب ملكه ولا له مسقط رأس ياويه ولا حتى حضن يخفف عنه ..
انتشر بالمكان صوت ذاك الطفل اللي يحبه وحييل ماقدر حتى يعصب عليه وهو يحاول الدخول وكرر : عمي وضاح
ماكان ينطقه وضاح كثر ماينطقه " وداح " بسبب صغر سنه ونطقه المختلف للاحرف ، ماقدر يمنع الابتسامه من التسلل على وجنته وهو يقوم ويفتح له ويدخله ، رفعه لاحضانه وهو يوزع القُبل عليه ويستنشق اكبر قدر ممكن من رائحته لجوفه ، حتى كرر فيصل بزعل وعتاب وصوته الطفولي : كلهم يضحكون علي يقولون عمك ما دخل الجبل ..
كيف تنهد وضاح من بعدها وهو يكرر : افا وسكت لهم !
كيف اشار فيصل راسه بالايجاب بزعل وضيق وتجمعت على ملامحه الزعل كنقطه ضعف وضاح كرر من بعدها : روح جمعهم لي وخلهم يشوفوني وانا رايح الجبل وكذا مايقدرون يكذبوك من بعدها
تهلهل الفرح في وجه فيصل وهو يقوم من حضنه بسرعه قاصدًا يجمعهم في اللحظه اللي وقف وضاح يعدل ثيابه ويجمع اغراضه ويجلب خيله لاني راح يوفي بوعده لولد اخوه .." يا يبّه دريت بفعل اخوك وسواتّه ! " عبارة فواز اللي رماها على ابوه بعد مادخل خيمه الشيوخ ليكرر من بعدها ابو العز : اركد واقعد هنا هرج لي راجد القصة ماهي نفس مايقولون العالم "
كيف التفت فواز لراجد اللي جالس بجنبه بهدوء كرر من بعدها راجد : انا اللي ساعدته مب وضاح ولا كان عندي علم انه ركُود بظلمه الليل ووقت عرفنا تركناه وجيناكم "
نفس العاده يفدي راجد بروحه لآجل وضاح لانه مستعد يتحمل الملامه ولا يتحملها هو أبدًا ، وبدأ يسرد قصه ضحيتها هو وطلع وضاح منها كما يطلع الشعره من العجين ..ركب خيله وهو متجه للجبل الميت بعد ما تأكد ان كل اصحاب فيصل شافوه وفي كل الحالات هو محتاج يطلع ومحتاج يعيد ويكرر حياته وقت كان رحال وبالفعل دخل المكان المحظور مع خيله الرماح وهو يتأمل الخضار والجنة الموجودة بسبب بعد البشر عنها ..
في الجهة الثانيه وعند المليحة لم تنطق اي كلمه من بعد ماشافت البس الابيض ومن ذاك اليوم وهي هادئه والصمت متمكن منها ، كانت تيجي عندها عناق كل يوم و ركُود من ذاك اليوم مايقدر يجي حتى يتأكد انها قدرت تنطق ، كانت تقضي وقتها بتأمل او مع الذئاب تلهو ، بينما عناق ترتب لها الاغراض وكل شيء ، في اللحظه اللي كانت عناق راجعه للبيت اردفت : انا اقول تروحي الوادي منها تلعبي مع كائد وبارقة ومنها تغسلي شعرك فيه مثل مايعجبك
كيف كانت تستمع لها قمر بهدوء حتى اكملت عناق : ولا تتأخري ارجعي قبل ما تغرب الشمس قبل ايام لقيت واحد هناك مادريت من جنسنا ولا العياذ بالله جنس اخر
ومازال الصمت متمكن من قمر باللحظه اللي تنهدت عناق وودعتها وطلعت من المكان ، وماهي آلا دقائق معدوده حتى وقفت وهي تاخذ اغراضها وخلفها الذئاب وركبت على الغيهب متجهه للوادي نفس ماطلبت منها عناق ..
وبالفعل وصلت وهي تربط ذاك الخيل شديد السّواد وكثيف الشعر حتى يكاد يغطي وجهه من شّدته ، ربطته عند شجرة قريبه منها ، وتأكدت ان المكان فارغ بسبب ذا ابعدت خمارها الاسود وعبايتها بقيت باللبس الي لابسته وكان لبس رجالي جلبه لها ركُود وتقريبًا كل ملابسها رجاليه ، كان بنطلون اسود وبلوزه سوداء معتمه تغطي تضاريسها الانثويه ، وأخيرًا ابعدت ربطه شعرها الطويل اللي فاق طوله الوصف طويل بزياده عن الزوم ولا تقدر تقصه لانه السبب الرئيسي اللي ساعدها تخوف الزوار ، ذا ملمس ناعم وشديد السواد ، كفكفت بلوزتها حتى ظهر اكتافها الناصعه ومن تحت حتى ظهر ساقها ، تلك المعالم التي تحاول ان تخفيها حتى تظاهر كرجل كانت تظهرها لنفسها فقط ، كيف جلست وهي تدخل ساقها بالماء ببهجة بعد ان لامس بشرتها الناعمه بروده الماء بحكم انهم بشتاء ، وهبت الرياح تداعب شعرها الذي بللته خفيف وهي تضحك بعد ان ضرب الكائد بيده على الماء لينتشر من حوله ودخلت البارقة تشرب منه ، كانت صورة فنية لا تتصور رسمت تضاريسها ، فتاة في ريعان الشباب حولها ذئاب بشعر طويل وجمال لا يوصف تظن انك تتأمل لوحه معلقه في قصر مهجور من الزمن الاندلسي ..
أنت تقرأ
أسطورة الجبل الميت !
Mystery / Thrillerهنا ، او هناك ، او هاهنا .. رملاً ، وصخور ، زهراً ، وحقول أُغنية مسير ، تخبط غريق ، ندأ بوسط الحريق ، حُلم زمان ، ندم أيام ، ظُلم و بُهتان ، دمع حزين ، قلب جريح ، يدين ملطخه بطين .. أسيرة جبل قديم ، ام ذئاب الطريق ، طيف الوادي . - هو : المُنى ان لا...