٦

17.8K 389 170
                                    

في الليل وبقرية المسارح ..

جافاه النوم ولا زار عيونه ، وطلع من داره دور ظنونه ، كل ماحوله حزين حتى اقتنع ان الدنيا حزن ونحن من نصطنع السعادة ، بل هي خرافة لا محاله ، الطين الي ولد به ابن ادم مبلل بالماء ، لاجل هذا ينهمر الماء من عيناه حتى يموت ، لكن كل الحكاية ان الشخص الذي يعود نهاية اليوم لحضن حبيبه هو من تبتسم وجهه رغم الدموع ، واما نحن من نعود للاسى بنهاية اليوم سنبقى نطارد السعاده كما يطارد الطفل خيط دخان ..
مشى والتفت لاخوه الكبير وبكرهم ، زهير ، جالس على الارض عند نفس الخشبه الي علق فيها ركُود قلب الذئب مدعي انه قلب اخته ، ومعطيه ظهره يعني ماشافه ، ويقلب بين يدينه غرض ، كانت لعبه ، لعبه قمر الزمان !
توقع ركُود بحياته كلها ممكن يلاقي عجايب وغرايب الا انه يشوف زهير ممسك بلعبه اخته !
هنا ادرك انهم ضحايا عادات وتقاليد ورجوله مزيفه وشرف وعرض يلقى على الانثى فقط ، هنا وبهاللحظه ادرك ان كل اخوانه الخامسه مازالوا يذكرون اختهم ولا استوعبوا فكرة رحيلها وان كل ماصار كان بسبب الناس وتحجر قلوبهم ، يالله كم تمنى يحضنه ويعلمه ان اخته حيه ولا قتلها ، بس مايقدر لانه عارف انه لو علمهم حتى لو اخوانه رضيوا الناس وكلامهم بيخليهم يقتلوها مره ومرتين وعشر ، ماقدر وهذا اصعب عجز مر فيه ..
كيف تنحنح باللحظه الي وقف زهير وهو يخبي اللعبه بجيبه ونطق بعدها يحاول يخفي توتره : ركُود ؟ علامك صاحي الحين ؟
كيف ابتسم ركُود وهو يردف من بعده : جافاني النوم وانا اخوك وقلت اروح اطمن على ابوي
كيف اشار زهير برأسه وهو يطبطب على كتفه ويردف : اجل نستاذنك بروح لعيالي
وبالفعل انصرف زهير باللحظه الي مشى ركُود لخيمه ابوه ومثل ماتوقعه لقيه صاحي يقلب مسبحته بيده ومشى وهو يجلس بجنبه ..

كيف التفت ابو النوارس له بتفكير وحس انه فيه شي ليكمل بعدها : بفمك هرج قوله وانا ابوك
كيف عدل جلسته بتنهيدة وهو يكمل : والله اني مابي افتح ابواب قفلناها ولكن هسؤال في بالي من وقت
كيف دقق ابو النوارس فيه واشار براسه لاجل يكمل ، ليردف من بعدها ركُود : ليه يا يبّه ما قلت لابو العز انك برئ ؟ ليه سكت وما قابلته ولا حتى بررت موقفنا ؟ تهقى انه ماكان راح يصدقك ؟ ليه طلبت منا نسكت ولا نرد على الشائعات حتى صارت الجريمه في اعناقنا ؟
كيف دقق ابو النوارس فيه حتى تنهد وهو يردف من بعدها : يابني انا ماعمري اعتبرت ان لي ست اولاد انا طول عمري اشوفهم تسع ! الي مات كان ابني يا ركُود كان ابني ، ودام مات ابني بداري وبسلاحي ما اعتبرني غير قتّاله حتى القى غريمي واسلمه لابو العز بيديني ..
كيف دقق النظر فيه ركُود ومايقدر يخفي قهره وحرقته وقت نطق : بس يا يبّه بفعلتك هذي انا خسرت اصحابي واخواني ولامني اعز من بقلبي !
كيف اعتلى صوت ابو النوارس بصراخ : اتركه اتركه يلومك
اذا مات ابنك موته طبيعيه فهذا امر الله وقدره وان مات مقتول مايشفي غليله شي يابني مايشفيه ، مايبي الاب الا احد يلومه على موت ابنه وانا صدري رحب لصاحبي يلومني دامه بيشفي غليله اتركه يلومني ولا يقلب وجهه بسماء مايدري مين يلوم ، صدري وسيع يتحمل ملامه صاحبي بس عمره مايتحمل ضياعه ..!

أسطورة الجبل الميت !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن