٣

20.5K 430 249
                                    

عدت الايام ومرت الاسابيع من نسى السالفه ومن تناسى ومن ماغفت عينه عنها ولا لحظه ، خلال كل هالفتره كان مؤيد ببيته ماطلع نهائيًا وبعد تفكير طوييل حس ان غيبته واختفاه بتزيد الشكوك حوله ، لأجل ذاك عزم ثيابه وطلع من بيته وهو يمشي بقريته ، وقت التفت كل الرقاب له وكانهم يشوفون قتيل هارب من سجنه ، ماينكر اوجعته نظراتهم واهلكته لكنه ماهتم وهو يتقدم لخيمه ابوه وقت قام كل الحضور على راسهم اخوانه وهم يتقدمون له ليردف عيد : صاحي انت ليش طالع !
اكمل زهير وهو يحاول يراقب اي حد ممكن يجي : وان غدروا بك بعقر دارك وشو تهوجس به انت !
حتى سحب مروان وهو يغطي الخيمه الا ان صراخ مؤيد برفض افزعهم : افتتحها ليش تخيمها ! ليش اهرب منهم وايش سويت انا ! اي ذنب رموه علي بهتان ليش اهرب وانا مالي ذنب ؟
حتى تنهد قصي من بعده وهو يحاول يهديه : وهذا الكلام تهقى ابو العز وعياله يفهموه ! براسه حب ماينطحن ماراح يفهم هواجيسك اركد وانثبر بالبيت حتى تنزاح هالغيمه السوداء عن سماءنا
وكان من ركُود الايجاب التام لحديث قصي مؤكدًا عليه : كلام قصي عين العقل مب وقت مرجله الحين ارجع البيت وعين من الله خير
تقدم مؤيد وهو يجلس على رأس الخيمه وباصرار : ماني متخبي بين البيوت مثل الحريم دامني ماذنبت معاش الي يحملني ذنبه ، حسين جيب الدله ..
تنهدوا من عناده الي مستغربوه وجلسوا وهم يراقبون الوضع بعين حذره حتى اردف عمهم عبيد محدثًا قصي : وانت ياقصي طلق بنت ابو العز وخل قلوبهم تموت من القهر
حتى انتشر غضب قصي وعلو صوته وصراخه : لا تدخلون زوجتي في مشاكلكم وطلاق ماني مطلق ولو على قطع رقبتي
ليردف ابن عمه صفوان : وتبي العرب تقول بنت ابو العز خلعت قصي ؟
حتى كرر قصي بنفس غضبه وهو يقف باحمرار عيناه وعلو صوت يسمعه الكل : ماهمتني العرب ولا همني انت ولا طيوفك طلاق يحلمون
حتى طلع من المكان بغضبه في اللحظه الي شرب ابو النوارس من فنجانه وطلع من صمته بقوله : ماتقدر تخلع المهر كان ارضيه انا اعطيت ابو العز وابو العز بناء عليها بيته وده بخلع ؟ يهدم بيته ويرجع ارضي ..
كان هذا الي مطمن ابو النوارس ومطمن قصي انه لو بعد مليون سنه لا هو يطلق ولا هي الي تخلع وتبقى على ذمته عمر كامل ..

كانت الايام تمشي بطريقه مرعبه عليهم جميعًا ، تستنزف ارواحهم ، تسيل دماءها ، تزيد قهرهم ، تعظم حزنهم ، ترهق قلبهم ، وأخيرًا تقطعهم قطعه قطعه ،كل قطعه في بلد ، في قريه في منزل ..
عند ابو العز الي دخل من بدايه الصبح خيمته ، لوحده هالمره لان حتى اذان الفجر بعده ماذن وخاطره سير به حتى هنا ، جلس بهدوء يراقب المكان ، ريحة المكان تذكرني بريحة الغربة ! ريحة مهدي ! وعيال مهدي الي كانو مثل عياله ، بولده الي روح وبعده مابدأ شبابه ، بحنين لفيصل وريحة فيصل ووجود فيصل ، كان اول من يصحى للفجر وينتظر هنا حتى ينادي المؤذن حي على الصلاة ، ويكفكف ثيابه ، تلقاه بصف الاول واقف باتساعه ، كيف الدنيا من بعدك يافيصل ؟ والله ماتحلى بنظري دنيا ولا يهنى لي مع قتالك عيش ، والله لو بلغي العرب واصير رحاله بهدنيا ، ماعفوت ..
وقت اقبل وضاح وهو يتقدم جنب ابوه ، في قلبه فيصل و ركُود ، قصي ، مؤيد ، مروان ، عيد ، زهير ، فواز ، هذيلا كلهم اخوانه واحبابه ، هنا اجتمعوا ، وهنا ضحكوا ، هنا وهنا ، بس الحين هو لوحده وكل اخوانه راحوا ، ماكان فيصل بس مات كانهم كلهم ماتوا ، شيّم العرب كانت شديده وانتقام وحقد البدو كان اشد بسبب ذا ماقدر ولا راح يقدر يعفو ، التفت لابوه الي نطق محدثه باستغراب : علامك مغبش اليوم من بدري ؟
كيف ابتسم وضاح وهو يقبل راسه ويدينه : معاديني النوم مازارني من ليالي
طبطب ابو العز بيده على اكتافه وهو يرجع ينطق : اجل امشى معي للمسجد نصلي السنه وننتظر المؤذن
وقام على حيله مع ولده للمسجد ..

أسطورة الجبل الميت !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن