9

24.4K 234 11
                                    

اليوم الأخير..
الكل او لا شيء..
إما ان يلتقطا ذلك الفيلم او يصير كل ما فعلاه هباء..
اما بالنسبة لأريانا، فعدم التقاط الفيلم قد يكلفها اكثر بكثير .. قد يكلفها حياتها ذاتها..

تجمد كلاهما فوق الشجرة محدقين بعدستي كاميراتهما .. حتى صوت الرياح غطى على صوت تنفسهما فبدا كلاهما كتمثال نسى انه يمكنه الحركة..

"بالمناسبة، ما معنى أريانا؟"

انتفضت عندما سمعته يتكلم .. كانت عينه لا تزال على كاميرته ولم يلتفت إليها، حتى انها شكت إن كانت تتوهم انه يتحدث إليها..

ولكن فمه تحرك مرة أخرى مردفا: لم أصادف أحد من قبل بهذا الاسم.

ارتبكت قليلا ثم قالت: إنها تعني شديدة القداسة

قال: اسم كاميروني؟

هزت رأسها وقالت: بل أنجولي .. انا من أنجولا..

ساد الصمت .. سألت نفسها هل هذا هو كل الحوار؟

من قبيل المجاملة وجدت نفسها تسأل: وما معنى كارم؟

قال دون ان يحرك رقبته: اسم عربي، يعني الذي يصنع افعال الكرم.

منعت نفسها من التهكم على معنى اسمه. كادت تقول له ان ما يفعله دائما هو نقيض الكرم. ربما يليق به ان يكون اسمه (چيفري) او (تيد)، كأسماء اشهر القتلة المتسلسلين التاريخيين.
هنا شعرت بسخافة ما كانت تفكر به. عقلها -كعادته- اخذ أمرا صغيرا ونسج حوله قصة كبيرة مرعبة تليق بالأساطير عنها بالواقع. مزحة عابرة قالها كارم وسط حديثه وفجأة جعله خيالها آكل لحوم بشر وحشي. قالت لنفسها انها ذات مخيلة مضحكة بشكل لا يصدق.

"ألن تسأليني من أين أنا؟"

انتبهت من افكارها على جملته. ابتسمت إذ أرادت أن تخبره انها لا تعرف أين يولد آكلو لحوم البشر، ولكنها كتمت هذه المزحة.
بدلا من ذلك نظرت نحوه وقالت: حسنا، من أين أنت؟

لم يجبها، بل اقترب رأسه اكثر من كاميرته حتى كادت قزحيته تخترق العدسة..

ظنت انه لم يسمعها فأعادت سؤالها بصوت أعلى.

فجأة أدار رأسه نحوها وفي عينيه كانت أكثر النظرات غضبا في العالم .. لم يتكلم بل وضع سبابته أمام شفتيه في إشارة آمرة بالسكوت، ثم أشار ناحية جزء ما من الأدغال.

كادت أن تصرخ فيه إذ أن صفاقته قد فاقت طاقتها على الاحتمال، ولكنها إذ نظرت إلى حيث يشير انحبست انفاسها. كانت هناك انثى لوحيد القرن الأسود تقترب، وذكر يتبعها من بعيد....

ساڤانا (+١٨)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن