ولكن ما أن اعتدل جسدها تلاقت عيناها بعيناه، وللحظة أدركت أن هاتان العينان المشعتان بالحياة كانتا ستظلمان للأبد جراء خطتها الحمقاء. انفجرت شلالات دموعها بصورة أشد وفقد جسدها تماسكه مع الفكرة ليسقط في المكان الوحيد المتاح أمامه، في حضن كارم...
قبل ان يحاول عقله فهم الامر وجد ذراعاه قد أحاطا بظهر أريانا ليضماها لصدره في قوة وفمه يقبل رأسها في حنو.
توقف بكاء أريانا فجأة. هنا اتسعت عينا كارم وأدرك أن هناك شيء .. شيء ما..
ضمة كارم وقبلته لرأسها أرسلتا رجفة غريبة في جسدها. لأول مرة منذ سنوات يختفي كل قلقها. شعرت بأمان تام لم تعهده قط، وكأنها عادت طفلة صغيرة لا تخشى شيء في هذا العالم.
في بطء رفعت أريانا رأسها. وبرغم حواس كارم المدربة لالتقاط اقل صوت حوله إلا ان الحياة كلها بدت كفيلم ضغط أحدهم زر ايقافه فثبتت الصورة واختفى الصوت.
التقت عيناها بعيني كارم وللمرة الأولى تجد عينا رجل بهذا الاتساع. ثقبان اسودان يهددان بابتلاع كل ما يقترب منهما. شعرت بأن هاتان العينان تجذباها جذبا ووجدت نفسها كالمسحورة تقترب من وجه كارم وتلصق شفتيها بشفتيه.
أما كارم فبدا أن عقله توقف تماما عن العمل، إذ انه ما ان شعر بملمس شفتيها حتى فتح شفتاه قليلا ليستقبل شفتاها. شيئا ما في شفتيها الدافئتين الشغوفتين جعله يغمض عيناها ويترك شفتيه تلتهم شفتيها. شيء ما في انفاسها الحارة جعله يلصق أنفه بجلدها. شيء ما في شعرها الفاحم المنسدل جعله يتخلله بأصابع مشتاقة. شيء ما في أريانا جعله يشعر وكأنه يريد ان يفعل كل هذا منذ قرون.
جسد اريانا يتخلى عن تصلبه .. يستكين .. يرتخي .. يسيل .. يتخلى عن كل مقاومة او حتى حماية غريزية. لم تعد تريد شيئا .. فقط تريد كارم...
أنت تقرأ
ساڤانا (+١٨)
Romanceمصوران، رجل وأنثى، يعملان لقناة ناشيونال چيوجرافيك. يصوران حدثا نادرا للحياة البرية في حشائش الساڤانا. ولكن الأحداث تضطرهما للاقتراب سويا، وربما أكثر من اللازم.