8

25K 244 13
                                    

وخزات متعددة في كتفها .. تنهض أريانا بحدة لتدرك انها داخل الخيمة وأن أصبع كارم هو ما يوخزها.

تنفست الصعداء ونظرت له قائلة: لقد أخفتني، ظننتك حيوانا او شيء ما.

ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة وقال: انا حيوان بالفعل. علم الاحياء يصنف البشر ضمن القردة العليا.

ارتفع حاحبيها وقالت: اقصد حيوانا مفترسا. ولكن عجبا، أنت في مزاج للمزاح اليوم. كنت اتوقع عكس ذلك لأن اليوم فرصتنا الاخيرة .. في التقاط الفيلم.

قال: لماذا؟ .. في كل الاحوال سأعود بشيء، ألم أكن واضحا أمس؟

سرت رعدة خفيفة في جسدها وهي تتذكر قوله أمس إنه إما يعود بالفيلم او بجثتها. ظنته يمزح، ولكن نبرته الساخرة هذا الصباح لا تريحها.

أكمل هو دون ان ينتظر جوابها: هيا سأنتظرك بالخارج، لقد اعددت إفطارا.
ثم خرج من الخيمة ليتركها في حيرة اكبر. لطفه المفاجئ يثير توجسها.

خرجت بعد دقائق لتجده جالسا يحدق في كاميرته. ذهبت وجلست بجواره فناولها طبقا ورقيا من الجبن واللحم المعلب وبدأ كلاهما في الاكل.

بينما تمضغ طعامها، كان عقلها يمضغ فكرة عجيبة. ماذا لو لم يكن يمزح عندما قال انه سيعود بجثتها؟. هي تعرف ان هذا الفيلم يضع مستقبل كارم كله على المحك، هل يمكن ان يبلغ به الغضب إن لم يستطع التقاط الفيلم لدرجة الانتقام منها وقتلها؟.
ما سر تحوله المفاجيء من الغلظة الى اللطف في طريقة تعامله معها؟ ..
وقف الطعام في منتصف حلقها، هل ما تأكله يشبه الوجبة الأخيرة للمحكوم عليهم بالاعدام؟
ثم سرى خاطر اخر كادت معه ان تفرغ كل ما في معدتها. هل اكتسب كارم عادة أكل لحوم البشر من كثرة عمله في مناطق القبائل الافريقية؟

شعرت بهلع بالغ وهي تراقبه بينما هو يلوك طعامه في بطء دون أن يرفع عينيه عن الكاميرا. هل يمكن ان يصير لحمها هي بين هذه الاسنان بعد عدة ساعات؟!

نهض كارم فجأة بشكل كاد يصيبها بنوبة قلبية، ثم قال لها: هيا أيتها الزميلة، اليوم هو الفرصة الاخيرة، ومن مصلحتك ألا نضيعها.

ازدردت لعابها في صعوبة بالغة، ثم نهضت في بطء وقالت له في هدوء: حسنا، دعني احضر حقيبتي وحقيبتك من الخيمة.

دلفت إلى الخيمة، وبأصابع مرتعشة وفي خفوت بالغ فتخت سحاب حقيبته وتناولت الخنجر منها، واغلقتها. ثم أخفت الخنجر في حقيبتها.

خرجت من الخيمة وتكلفت برسم ابتسامة محايدة على شفتيها.
تناول منها حقيبته وهو يشكرها في بساطة. ثم أشار لها ليسيران ناحية شجرتهما.
كانت المرة الاولى ربما التي لا يسبقها ويتركها تسارع لتلحق به من خلفه. هل يتصرف هذه المرة ك (چنتلمان) أم أنه لا يريد لها ان تغيب عن ناظريه كما يفعل أي صياد بفريسته؟

اقتربا من الشجرة، وأشار لها بالصعود اولا.
بينما تتسلق سمعت صوته من اسفل وهو يقول: بالمناسبة، علم الاحياء لا يصنفنا كحيوانات فقط، بل كحيوانات آكلة للحوم أيضا...

ساڤانا (+١٨)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن