الفصل الخامس عشر

918 102 99
                                    

الفصل الخامس عشر

_خطوة بإتجاه الطريق الصحيح_

قال (مسعد) بابتسامة:
-تسلم إيدك يا ست سهام، البسبوسة بتاعتك أحلى من البسبوسة الجاهزة والله.

تركته يظن أنها من أعدتها وهي تقول بابتسامة واسعة:
-تسلم يا أخويا ربنا يكرمك.

-سبحان الله جمال وشطارة وأصل، يا بخت الأسطى مصطفى بيكى.

-كتر خيرك والله كلك ذوق، يا ريت مصطفى يتعلم منك إزاي يجامل كان هيبقى حاجة تانية خالص.

نهض (مسعد)وهو يقترب من الكرسي جوارها ويجلس عليه قائلا:
-والله دى مش مجاملة ،أنا بقول اللي في قلبي يا ست الستات.

شعرت(سهام)بالتوتر فنهضت قائلة:
-تسلم يا سى مسعد..هقوم أجيبلك العصير، ومتقلقش مصطفى على وصول .

إلتفتت تنوى الاتجاه للمطبخ فوجدت أمامها (مصطفى)يطالعها بنظرات صارمة، قالت باضطراب:
-كويس إنك جيت ،سى مسعد كان عايزك..هروح أجيبلكم العصير.

لم تنتظر رده وهربت من أمامه،تدرك من نظراته إليها أن هذه الليلة لن تمر على خير أبداً، بينما طالع (مصطفى)(مسعد)الذى قال بارتباك:
-إزيك يا مصطفى ،عامل إيه؟

-خير يا مسعد، إيه اللي جابك بيتي وأنا مش موجود؟!

-كنت عايزك ضروري ياجدع، بكلمك تليفونك مقفول وأنا محتاج التاكسى في سفرية كدة إنما إيه.. سقع.

ناوله (مصطفى)المفتاح قائلا:
-مفتاح التاكسى أهو.

وأخرج من جيبه بعض المال ناوله إياه قائلا:
-وآدى الإيراد كمان.

-إيه ده يا مصطفى؟ الإيراد مش زي كل يوم، ده تقريبا نصه.

-وديت العربية للميكانيكى ظبطها وقسمت الحساب علينا إحنا الإتنين.

هز(مسعد)رأسه متفهماً قائلا:
-تمام....

قاطعه صوت (سهام)وهي تقول:
-العصير.

-كتر خيرك يا ست سهام..تشربوه بالهنا، أنا مضطر أستأذن عشان اروح المشوار اللى قولتلك عليه يامصطفى ،ريح إنت بكرة بقى..عن إذنكم.

رافقه (مصطفى)للخارج،وما إن أغلق الباب حتى تطلع إلى زوجته وغضب كبير يستعر بداخله ويتراقص على وجهه.

_____

تركت (عليّة)تلك الأوراق التى تطالعها وهي تقول ببرود:
-ما تدخلى فى الموضوع على طول يا إيمي وبلاش المقدمات اللي ملهاش لازمة دي...

لترفع يدها بالأوراق مستطردة:
-زي ماإنتِ شايفة انا معنديش وقت خالص .

ومنذ متى كان لديك الوقت لتهتمين بى؟!
لطالما شغلتكِ أعمالك عنا لتتركي الجميع يهتمون بأنفسهم...
كان إخوتي رجالا فاستطاعوا التعامل مع انشغالك الدائم...
أما انا فلم استطع..إبتلعتنى الوحدة...
فجعلت في عروقي أسى وفى شراييني لوعة...
كانت حجرتي زنزانة ارتضيتها لأبتعد عن إناس لا يحملون لي أدنى مشاعر...
وكنت السجينة التي لفت قيودها حول معصميها بنفسها...
العائلات كقطرات مطر تُبلل الأرواح بالحب والحنان...
هم كشجرة تُظلل على الكيان فتمنحه رفقاً بالوجدان...
لم أشعر قط ببلل قطرات المطر.. ولم يظلل وجداني الرفق والحنان....
ضربتني الوحدة وغرست جذورها فى أعماق القلب...
لتتركني مع أحزان كبيرة وأخطاء أكبر...
حتى أنقذني رجلاً من ضياع كبير..
ضياع الروح قبل الجسد...
أراني كيف يشاهدني الجميع...
عرّى نفسي أمامي فوجدتها لا تستحق الحياة...
ولكنه لم يتركني...بل مد يده إلي...
أرشدني بكلماته التي تتردد في أُذنى مراراً وتكراراً..
تُجبرني على التغيير....
وسأسعى إلى التغيير بكل ما أملك من قوة...
لن أضعف.....لن أستسلم..... ولن أتراجع .

قِسمتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن