الفصل السابع
___إمرأة قابلة للكسر___
دلفت (آية) إلى المطبخ فوجدت(نجاة) تُحضر طعام الإفطار للعائلة. كانت يدها ترتعش بل جسدها بأكمله، عقدت حاجبيها في حيرة، كاد طبق أن يقع من يد (نجاة) فأسرعت (آية)بالتقاطه منها تضعه على الطاولة القريبة ثم تكتب في مفكرتها بسرعة:
_أقعدي يا خالتي، إنتِ تعبانة ؟جلست (نجاة)على أقرب كرسي تهز رأسها نافية وهي تقول:
_أنا مش تعبانة هو بس رجوع البيه الكبير اللي موترني.عقدت (آية)حاجبيها لتكتب:
_هو إيه حكايته بالضبط؟ أنا ملاحظة إن سيرته مكنتش بتيجي في البيت طول ما أنا هنا، ومن ساعة ما لقوه والكل حالته غريبة بشكل فعلا يقلق.ذهبت(نجاة) إلى باب المطبخ تنظر خارجه.. ترى إن كان أحد بالجوار وعندما لم تجد عادت إلى (آية)قائلة بهمس:
_أصلك متعرفيهوش طول ماكان موجود في البيت كان موقفنا كلنا على رجل حتى الهانم الكبيرة أمه مسلمتش منه، مكنش بيرحم حد. زعيق وقسوة متشوفيش زيها أبدا. جبروت يا آية، واللي كان يغلط غلطة واحدة ولو بسيطة حتى.. كانت تقوم في البيت حريقة والعقاب بيكون شديد زي ما نكون في سجن.
ازداد انعقاد حاجبي(آية)وكادت أن تكتب شيئا ولكن صوت (عليّة) التي تنادى (نجاة)قاطعها لتنهض( نجاة )بسرعة قائلة:
_الهانم الكبيرة بتستعجلنيكتبت (آية):
_طيب خليني أساعدك.قالت(نجاة):
_هتتأخري على كُليتك.ابتسمت (آية)لها ثم كتبت:
_فداك يا جميل.لتبتسم (نجاة) بحب تربت على كتف (آية)بحنان قبل أن تتجه لتحضير الإفطار بسرعة تساعدها (آية) يغلبها الفضول لترى هذا الرجل الذي يخشاه الجميع ويكرهونه أيضا.
_____________
كانت(آية) تتجه إلى الطاولة وهي تحمل في يدها بعض الأطباق تُسرع حتى لا تسقطهم تلعن غبائها لإنها لم تستمع إلى (نجاة)وصممت على حملهم جميعا، اصطدمت فجأة بأحدهم فحدث فعلا ما تخشاه وسقطت الأطباق أرضا لتنكسر بصوت مدوي، رفعت عيناها عن الأطباق في صدمة لترى من اصطدمت به، وجدته رجلا غريبا تراه لأول مرة بالمنزل، ذلك الشبه بينه وبين صورته التي تتوسط ردهة المنزل جعلتها تدرك أنها تقف في حضرة (مراد الكيلاني) حرك عصاه التي يستند عليها قائلا بأسف:
_أنا متأسف جدا مخدتش بالي !هزت رأسها باضطراب، تتعجب من اعتذاره وقد سمعت أنه شديد القسوة والصرامة ولا يهتم لأحد، جاءت (نجاة) في تلك اللحظة تقول:
_بسم الله الرحمن الرحيم، إيه اللي حصل يا بنتي؟
مراد بيه.. إنت هنا؟!طالعها(مراد)قائلا:
_الحقيقة أنا اللي خبطت فيها ووقعت الأطباق من إيديها بس إعتذرتلها ياريت تقبل إعتذاري.
أنت تقرأ
قِسمتي
Romanceأن يحيطوك علماً بأن كارثة على وشك الحدوث شيئا قد يخفف عنك تِبعاتها ،لإنك تحاول قدر الإمكان الإستعداد لها..لكن أن تُصيبك الكارثة فجأة كزلزال مفاجئ أنت غير مستعد له على الإطلاق فهذا شيء آخر،فقد يحطم كل ماتملك ويحرق كل مايهمك والأخطر أنه قد يُرديك...