الفصل السابع عشر

1.6K 102 93
                                    

الفصل السابع عشر

_لم تحن النهاية بعد_

كانت تطالعه بعيون تتشرب من ملامحه المرتبكة والتي تجول فى المكان باضطراب، تعرفه كما تعرف راحة يدها تماما، إنه يحاول أن يصارحها بأمر ما ولكنه فقط لا يعرف كيف يفتتح الحديث،لذا وكعادتها معه حاولت هي أن تُيسر له الأمور فقالت بهدوء:
-الموضوع اللي شاغل بالك قوى ومحتاج تفضفض بيه مع حد قريب منك، يخصك ولا يخص حد تعرفه؟

تركزت عيناه على ملامحها قائلا بارتباك:
-يخص واحد صاحبي.

أومأت برأسها بهدوء وهي تدرك من إتساع بؤبؤه وتنفسه السريع أنه يكذب وأن هذا الموضوع يخصه بالتأكيد ،لذا فقد تراجعت فى مقعدها قائلة:
-طيب احكى ،قولي إيه الموضوع ؟! وباختصار يا مصطفى عشان متأخرش على ماما.

ابتلع ريقه قائلا:
-صاحبى روح البيت فى يوم لقى شريكه فى الشغل موجود لوحده مع مراته.

اتسعت عيناها بخوف، ليسرع قائلاً:
-دماغك متروحش بعيد،كانوا قاعدين بيتكلموا عادى.. شريكه كان عايزه واتصل بيه لقى تليفونه مقفول فراحله البيت واستناه هناك.

لانت ملامحها المرتعبة قليلاً وحل محلها الضيق، كادت لتلوم الزوجة بشدة ولكنها لم تفعل وقد خشيت أن يكون حُكمها متحاملاً ،خاصة وهي تدرك أنه يتحدث عن زوجته لذا فقد طالعته بصمت تنتظر أن يكمل حديثه، وقد فعل قائلاً:
-إتخانق معاها ورفضت تعترف بغلطها وزودتها ،طلب منها تاخد شنطتها وتروح بيت والدها ومن ساعتها وهو مش عارف يتصرف، وبيسأل نفسه هو صح ولا غلط؟ كَبّر الموضوع ولا كان لازم يعمل كدة عشان كرامته وعشان يعلمها درس؟ والحقيقة أنا مش عارف أفيده فى الموضوع ده ولا عارف أقوله على رأي ينفعه، قولت أسأل حد قريب منى جايز يكون عنده جواب لأسئلته وملقتش أقرب ليا من آية ومنك.

-وسهام؟! قالتلك إيه؟!

قال بإرتباك:
-سهام ،أصلها..ما انتِ عارفاها،مش هتقدر تدينى رأي حكيم فى موضوع زي ده؟

طالعته للحظات لا تدرى ما الذى يجب عليها أن تقوله ؟!هل تمنحه نصيحتها فتخرب عليه أم تحتفظ بها وتتركه يتخبط مع إمرأة تدرك جيدا أنها ليست مناسبة لشخص مثله، لذا قالت وهي تنظر إلى عينيه مباشرة:
-بيحبها؟!

-آه طبعا ،مش مراته.

ابتلعت مرارة الاعتراف في حلقها وهي تتساءل مجدداً:
-معاه منها ولاد؟!

هز رأسه بنعم، لتردف قائلة:
-يبقى يروح يجيبها من بيت أهلها ويتكلم معاها ،ينبهها إن اللى عملته غلط، الست مينفعش تقعد فى مكان مقفول عليها مع واحد. لازم يقولها حديث الرسول عليه الصلاة والسلام.

ردد قائلا:
-عليه الصلاة والسلام.

قالت:
-قال رسول الله( لا يخلوا رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم)وقوله (لا يخلوا رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما) ، يعنى الراجل مينفعش يخلو بالمرأة، لا في مكتب ولا في أوضة ؛ لأن الشيطان ممكن يوزلهم ويوقعهم في معصية لازم يفهمها كل الكلام ده وينبه عليها متكررش اللى عملته تانى، ومعتقدش بعد الكلام ده إنها ممكن تكرر الغلطة دى، وربنا يهديها ليه ويهديه ليها.

قِسمتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن