الفصل التاسع
___ذكريات مريرة___
أخذت (قسمة)نفساً عميقاً تحاول به السيطرة على انفعالها وذكرى ل(مراد) في الماضي تتراءى لها شحب وجهها قليلا لتغمض عينيها للحظة ،انتفضت على يد أمسكت بيدها ففتحت عيناها على الفور تتطلع إلى صاحبها الذي ظهرت في عيونه نظرة حانية امتزجت بالحزن وهو يقول:
_لو مش قادرة تتكلمي بلاش، لو الكلام هيوجعك يبقى هعرف من حد تاني.
نزعت يدها من يده باضطراب وهي تقول:
_ده بالظبط اللي مكنش موجود في مراد بتاع زمان واللي لو كان فيه ولو حتى شوية صغيرين كانت حاجات كتير ما حصلتش.عقد حاجبيه بحيرة قائلا:
_قصدك إيه؟!نظرت إلى عينيه مباشرة وهي تقول:
_الحنية. التعاطف والتفاهم! مراد كان كتلة من القسوة. كان عبارة عن شخص من غير قلب وكأنه آلة بتتصرف من غير مشاعر أو أحاسيس.شردت بعينيها للأمام وهي تقول:
_بداية معرفتي بيه كانت من ثلاث سنين تقريبا، كان معزوم في حفلة عندنا هو ومجموعة من رجال الأعمال دعاهم عمي بمناسبة عيد ميلادي الواحد والعشرون ،واللي أصر يعملهولي رغم كرهي لأعياد الميلاد والحفلات عموما لإني شخصية خجولة ويمكن انطوائية لحد ما ومبحبش التجمعات واللي بتضم ناس غريبة ،الموضوع ده حقيقي بيوترني.تنهدت مستطردة:
_المهم إن عمي عرفني عليه في اليوم ده منكرش أنه لفت انتباهي بسحره ولباقته ،وتاني يوم لقيت عمي بيقولى إنه طلب ايدي للجواز ،وكبنت ملهاش تجارب في الحياة اتقدملها شاب فيه كل مواصفات فارس أحلامها طرت من الفرحة ووافقت على طول وأنا بحلم إني أعيش قصة حب زي القصص اللي بقراها في الروايات بالظبط ، اتخطبنا وطلب نتجوز بسرعة فوافقت ودي كانت غلطتي اللي فضلت ندمانة عليها بعدين.عادت بناظريها إليه فوجدته يستمع إليها باهتمام شابه الحزن ،كادت أن تتوقف عن الحديث وهي تشعر بكلماتها تؤلمه طبيعتها الرقيقة ترفض أن تؤذي مشاعر أحدهم حتى وإن آذاها سابقا ولكنه قال بحزم وكأنه أدرك مايدور بخلدها:
_أوعي تخلي طيبتك توقفك، كملي لإني محتاج أعرف الماضي بتاعي عشان أقدر أستوعب الحاضر ،أنا حزين على البني آدم اللي كنته بس صدقيني مش حاسس جوايا بإني كنت أعرفه أو أشبهه.
تأملته قائلة بارتباك:
_وده كمان إحساسي عشان كدة بتكلم عنه وكأنه واحد تاني،لكن هتفضل الحقيقة اللي بتفرض نفسها علينا إن إنت وهو واحد وإن يوم ماهترجعلك الذاكرة هترجع.....قاطعها وهو يضع يده على فمها قائلا:
_متخليناش نفترض شيء مش حابينه وممكن ميحصلش.ارتعش ثغرها تحت يده وزاغت نظراتها فأزال يده على الفور وهو يقول بنبرة متهدجة :
_كملى وقوليلي البنى آدم ده آذاكي إزاي.
أنت تقرأ
قِسمتي
Romanceأن يحيطوك علماً بأن كارثة على وشك الحدوث شيئا قد يخفف عنك تِبعاتها ،لإنك تحاول قدر الإمكان الإستعداد لها..لكن أن تُصيبك الكارثة فجأة كزلزال مفاجئ أنت غير مستعد له على الإطلاق فهذا شيء آخر،فقد يحطم كل ماتملك ويحرق كل مايهمك والأخطر أنه قد يُرديك...