الفصل الثانى عشر
_شرارة حب_
العشق أحياناً قد يكون مثل النار، يمنحك الدفء إن اقتربت منه، ولكن لا تقترب كثيرا وإلا احترقت باللهيب.
طرق الباب ثم دلف إلى الحجرة فوجدها تسحب حجابها وترتديه على الفور، آلمته حركتها تلك بقوة وجعلته يدرك كم صار غريباً عنها، توارى خصلات شعرها عن عينيه ولا تدرى أنه وإن غضّ بصره وأطرق برأسه كما فعل الآن ،سيراها كما هي فقد حفظ تفاصيلها وحُفرت بين طيات قلبه؛ لا يحتاج عيناه ابداً ليراها ،تنحنحت فرفع عيونه يطالعها قائلا وهو يمد يده إليها بهاتفها:
-تليفونك ،نسيتيه معايا.تقدمت بضع خطوات منه تأخذه منه بابتسامة مهزوزة، رغماً عنه لم يستطع إزاحة عيناه عن عينيها ،تسحبه كدوامة لا قرار لها، ليقاومها بكل ما يملك وهو يقول:
-تصبحى على خير.-تلاقى الخير.
التفت مغادرا ليوقفه صوتها المتردد وهي تقول:
-مراد.استدار يطالعها مجددا بتساؤل فقالت بتوتر:
-أنا آسفة.نظر إلى عينيها اللتان غشيتهما الدموع، أدرك على الفور أنها تشعر بالذنب وتعتذر عن تمسكها بالطلاق واستغلال حاجته للتكفير عن ذنوبه فى إجباره على طلاقها.
تباً....رقيقة تلك الفتاة كنسمة في يوم حار وطيبة القلب كطفل لا يحمل في قلبه مشاعر البالغين التي شكلتها قسوة الزمن.
مد يده ليمسح دموعاً تسللت إلى وجنتيها ثم توقف قبل أن يلمسها ،يدرك أن هذا أيضا لم يعد من حقه ليفعل..فأعاد يده إلى جواره قائلا بحنان:
-متتأسفيش ومتحسيش بالذنب اللي حصل ده كان حقك، مفيش حاجة مضمونة في الزمن ده، ممكن في يوم وليلة الذاكرة ترجعلى وساعتها هرجع مراد القديم وأأذيكى من تانى ودى حاجة مستحيل أسمح بيها، طلاقنا كان خطوة حتمية عشان تقدرى تعيشى بسلام ودى أبسط حاجة أعوضك بيها عن اللى فات،إنسيها وخلينا نركز فى اللى جاي وياريت نقدر نعوض كل اللى آذيتهم ،ولو إنها مهمة صعبة جدا ومش بعيد تكون مستحيلة.أمسكت يده بيدها قائلة:
-مفيش حاجة مستحيلة طول ماإنت عندك الرغبة والإرادة لعمل الخير.طالع يدها التي تمسك بيده قبل أن يعود بناظريه لعينيها فأصابها الارتباك وتركت يده على الفور، تنحنح قائلا:
-إحممم، هستأذن انا وأشوفك بكرة الساعة ٨ عشان نبدأ مهمتنا.هزت رأسها بتوتر، تأمل ملامحها للحظة قبل أن يغادر الحجرة تتابعه بعينيها ،أطلقت سراح أنفاسها المحبوسة وهي تستدير وتتقدم باتجاه المرآة تنظر إلى صورتها فيها، تخاطبها بحيرة قائلة:
-إيه اللى ورطتى نفسك فيه ده يا قسمة؟ كل لحظة بتقضيها جنبه فيها خطر عليكى وعلى مشاعرك، ده مش مراد اللي إتجوزتيه ده مراد اللى اتمنتيه، ولو حبتيه هتبقى إنتهيتى..إنتهيتى للأبد.
أنت تقرأ
قِسمتي
Romanceأن يحيطوك علماً بأن كارثة على وشك الحدوث شيئا قد يخفف عنك تِبعاتها ،لإنك تحاول قدر الإمكان الإستعداد لها..لكن أن تُصيبك الكارثة فجأة كزلزال مفاجئ أنت غير مستعد له على الإطلاق فهذا شيء آخر،فقد يحطم كل ماتملك ويحرق كل مايهمك والأخطر أنه قد يُرديك...