الرسالة السادسة.

36 12 0
                                    

إلي دِيجَا،

إنّي قد وقعتُ صريع حب الأشياء العتيقة؛ الباعة الجائلون، التلفاز الضخم ذو الجودة اللعينة والصوت البشع، الجرامافون رغم أنه ليس من عصري ولم أشهده، ساعة الجيب الذهبية، الهاتف ذو البكرة، أفلام الكاميرا التي يجب تحميضها، آلة الكتابة وصوت نقرات أزرارها. أحب تلك البساطة التي تلف هذه الأشياء، وجو الألفة التي يغلفها. أحب أنها تعبق برائحة الماضي والذكريات.
لا أعتقد أننا قد نجد أيًا من هذا في أشياء اليوم قط، رُبما كان ذلك لأننا دومًا مستعدون للتخلي عنها لنسخة أفضل، أحدث وأكثر عصرية. لهذا ليس لأشياء هذا العصر قيمة عاطفية مماثلة. إنما هي محض ممتلكات نرميها في أقرب حاوية نفايات حين يعلنون عن إصدار نسخة الإكس رقم ما منه أو أيًا كان ذلك. أصبحت محض أغراض نستبدلها أحيانًا لمُجرّد رغبتنا في تغيير لونها.

لكِ وحدك،
مَجهُول.

(٢٧/٢/٢٠٢٣)

Letters From Unknown | رسَائلٌ مِنْ مَجهُولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن