الرسالة السادسة عشر.

27 8 0
                                    

إلي دِيجَا،

حين تُثقل الحياة بشكل ما كاهل أحدهم، فإنكِ تجدينه يتجه إلي ما يُغرق فيه هذا الهم كله، إلي بئر بعمق الأرض ذاتها؛ يتخفف عندها من هذا الثقل كله.
من شأن تلك البئر أن تكون مخدراتٍ، كحولاً، أذي جسديًا أو نفسيًا، نومًا مُفرطًا، أو مقاطعة تامة للنوم... لكن دعيني أحدثك عن أسوأ هذه الآبار جميعًا، البئر التي أدمنا إذابة همومنا فيها؛ بئر الأمل.
إنك تستيقظ صباحًا به يغلي في صدرك، يخبرك بأن اليوم سيكون مختلفًا وبأن الماضي قد حُذف من حياتك. تصفعك الحياة ولكنه مقاتل عنيد، فيخبرك بأنها آخر اِنكساراتك ويعدك بأن الغد أفضل، وتوجه لك الحياة ركلة ليُقسم لك علي أن الأمور ستتغير، فتقرر الحياة طحنك ثمّ تهز كتفيها مستغربة حماقتك. هذا النوع من الإدمان برأيي ألعنهم جميعًا، ولكنه أساسٌ للبشرية. إني لن أكذب عليك وأخبرك بما يُعارض الحقيقة إلا أنه محق بالفعل.. غدٌ ما سيكون أفضل، ولكننا لا ندري أيهم؛ لذا نراهن علىٰ كل واحد منهم، ونخسر ونعيد الكرة كمدمني قمار محترفين. لكن تلكَ المرات القليلة التي نفوز فيها... تستحق كل هذا العناء، ويمكنك حينها بطرف عينك أن تري الأمل واقفًا في الركن يصفق بفخر وعيناه مغرورقتان بالدموع.

لكِ وحدك،
مَجهُول.

(٣١/٨/٢٠٢٣)

Letters From Unknown | رسَائلٌ مِنْ مَجهُولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن