الرسالة السابعة.

26 10 0
                                    

إلي دِيجَا،

في بعض الأحيان يؤلمني صدري من تلك الرغبة العنيفة في الإبداع. وأعني بها الرغبة التي تجعلني أتمنى لو أن ليديّ القدرة علي خلق شيء يحرك مشاعر أحدهم؛ شيء يجعله يشهق في اِنبهار، أو يبكي في تأثر، أو رُبما يبتسم في سعادة.
يبدُو لي أن الجميع ينعمون بموهبة تجعلهم يتقنون هواية ما. الرسم، العزف، الغناء، شيء ما ملموس يمكنهم أن يفخروا به، شيء يبرعون فيه حقًا وحين يُسألون عن أعمالهم في ذلك الصدد يظهرون إبداعاتهم مبتسمين.
يعتصرني الألم حين أري اقتباسا مذهلًا وأتساءل: لم لا يمكنني كتابة مثله؟ لم قدرتي لا تضاهي قدراتهم؟ ما الذي ينقصني بالضبط؟ ما الذي تغير في كيمياء عقولهم ليبدعوا بهذا الشكل؟ كيف لأنمالهم أن ترص الحروف رصًا فتخرج منها أسهم مشاعر صافية تخترق الصدور. هل منحهم الله هدية لم يرد أن يهبها لي؟ أم أن الحظ كعادته أبي أن يحالفني ويأخذ بيدي؟ لا أعرف، ولسبب ما.. فإني أخشي معرفة الحقيقة كثيرًا.

لكِ وحدك،
مَجهُول.

(١٩/٣/٢٠٢٣)

Letters From Unknown | رسَائلٌ مِنْ مَجهُولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن