الرسالة التاسعة عشر.

15 4 2
                                    

إلي دِيجَا،

يثير اهتمامي وغرابتي ذلك الكائن الغريب المسمي بالحب. كائن لا يمكن تحديد معالمه، أهو طيب أم شرير؟ رحيم أم قاسٍ؟ أبدي أم مؤقت؟ الجنة علي الأرض أم جحيمها؟ ولوهلة أظن أنه ذلك جميعًا. معذبنا الأول والوحيد، يتركك مشتت الذهن ومضطرب الصدر، تشعر بتلك الرغبة الملحة بالشعور به. أن تحب لغرض الحب ذاته، أن تحب نفسك التي أرغمتك ظروف الحياة، وأقوال الناس والمجتمع اللعينة أن تكرهها، أن تحب الطبيعة التي سرقت منا بالمدن والمباني والإنشغال بساعات العمل في مكتب كئيب، وشاشات الهواتف بألوانها الصناعية. أن تحب الحياة التي تثبت لك أنها كقط لعوب، تحبه رغم كل الخدوش والعضات التي يعطيها لك. أن تحب ذاتًا أخري، نصف من روحك، نسخة من هويتك، ونس لأيامك، شخص تبدو معه الأيام كأنها ربيعية عذبة، ممتعة خفيفة علي القلب تعبق برائحة الكتب والورود، ورغم أن كل أنواع الحب جميلة إلا أن ذلك الأخير قاتل، حين تصيبك الرغبة والحنين إليه يجن جنونك، وتصير تري الحب في كل مكان، وتتسائل عن سبب وحدتك التي كنت تعشقها في يوم من الأيام، وتنظر للأحبة بعيون دامعة. أليس من الغريب أن يكون شيء بهذا الجمال كذلك بكل هذه القسوة؟!

لكِ وحدك،
مَجهُول.

(١٧/١٠/٢٠٢٣)

Letters From Unknown | رسَائلٌ مِنْ مَجهُولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن