1: رفاهيةٌ صباحية

4.1K 254 296
                                    

التخطيط ... هو فن ارتكاب الأخطاء على الورق .
–جبران خليل جبران

=============

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

Challenge no.1: 23 votes and 144 comments.

The next chapter is already finished✨️

.No, not really, I am writing it now

=============

أفضلُ القصصِ تبدأ دومًا بأحداثٍ مميزة، كثيرٌ من الحماسِ أو لربما يومٌ معتادٌ ما سيصبحُ فريدًا من نوعه بعدَ فترة... المفتاحُ في مفصليةِ الأمورِ وأحداثٌ بلا معنى يتمُ حذفها لأنها لا تقدمُ أو تؤخر.

وإنني لا أملكُ إلا القول بأنَّ حياتي لو كانت قصةً لحذفت كلها لأنها بمجملها غيرُ مهمةٍ، وانجازُ واجباتٍ مجنونةٍ في آخرِ لحظة هو أكثرُ الأحداثِ تفردًا فيها بمجملها إذ كادَ قلبي يتوقفُ ثلاثَ مراتٍ الليلةَ معَ كلِ تسليمٍ لمهمةٍ بالكادِ قبل موعدها النهائيِ بدقيقةٍ أو اثنتينِ ووعدتُ نفسي ألفَ وعدٍ أن أنهي هذه العادة، كما أفعلُ في كلِ مرة، وفي النهايةِ تلكأتُ في الخروجِ من المنزل لينتهيَ بيّ الحالُ بالكادِ أصل الحافلة في الموعد...

ربما أنا فقط لا أتعلمُ وهذا سيجعل قلبي يصبحُ ضعيفًا لكثرة الصدمات التي أحصل عليها بسبب موضوع 'الثانية الأخيرة' ذلك لشدةِ ما يبدو ميؤوسًا مني.

مأساة...

وكأنني لا أذهبُ إلى أيِ مكانٍ عدا الذي أنا فيه! وكأنما لا أملكُ ما يجعلني أكملُ الطريقَ وهدفي ليس بقويٍ كفاية!

«كفاكِ تذمرًا بشأنِ عاداتِك» نهرتُ نفسي عن التفكيرِ لأركزَ على تنفسيَ المضطربِ بينما أجلس في مكانيَ المعتادِ أتطلعُ إلى المحطةِ التاليةِ والتي تليها، الشوارعُ شبه فارغةٍ والشمس لاتزالُ لم تبزغْ بعد، الحافلةُ فيها اثنين عدايَ وآخرُ بعدَ دقائق ظهرَ مع امرأةٍ مسنة.

لا كثيرَ من الطلابِ يأخذون هذا الباص إلى الجامعةِ لأنه مبكرٌ ساعتينِ، وأنا أفضله بسبب قلةِ إزدحامه لذا أخرج مبكرًا، الحافلة شبه فارغة... عجوزٌ لديها مخبزٌ في الضواحي حول الجامعة، طالبٌ في الثانويةِ ورجلٌ لا أعلمُ ما وضعه معَ شابٍ يبدو وكأنه من نفسِ جامعتي ويجلسُ دومًا في المقعدِ الذي أمامي مباشرةً يفتحُ قرآنه يقرأ منه جهرًا تقريبًا ما يجعلُ وقت الحافلةِ أفضل وقتٍ لتهدئة الأعصابِ في يومي.

صوتٌ جميلٌ، شعورٌ لطيفٌ بالألفةِ وطريقةٌ مثاليةٌ لبدءِ يومٍ جديد، حتى وإن لم أكن قد نمت جيدًا بسبب بضعة واجباتٍ تركتها للثانيةِ الأخيرة!

ثمَّ حقيقةٌ مريعةٌ تضافُ إلى كلِ هذا وهيَ أنني ربما أمتلك إعجابًا من طرفٍ واحدٍ تكونَ منذ فترةٍ دونَ قولِ كلمةٍ أو إلقاء نظرةٍ حقيقيةٍ عدا تلك التي بالصدفةِ آخذها عندما يسبقني النزول من الحافلةِ فورَ وصولنا للجامعة... اعجابٌ من ذلك النوع العابر الذي اعلم أنه بكل تأكيدٍ سينتهي كما بدأ فور أن أتوقف عن رؤيةِ الشخصِ الآخرِ فيه. وثقتي هذه نابعةٌ من أنها ليست أول مرةٍ بالطبعِ وهذا ربما انجازٌ عظيم.

لَبس «مُكتَمِلة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن