إن الجمال سر تفهمه أرواحنا وتفرح به وتنمو بتأثيراته، أما أفكارنا فتقف أمامه محتارة محاولة تحديده وتجسيده بالألفاظ، ولكنها لا تستطيع. هو سيال خاف عن العين يتموج بين عواطف الناظر وحقيقة المنظور.
جبران خليل جبران.
=============
لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.
===========
«إذًا... ما الذي جَلبَكِ إلى هُنا، إيفي» جلستُ على مقعدي قبلَ أن أُحيل نظري أخيرًا إلى أينَ جلست على كرسيٍ قربَ المكتبِ وقد رفعت رأسها بعنادٍ معتادٍ، وكأنَّ المكانَ مِلكُها «لقد مرَّ عامينِ منذُ وقعتِ أوراقَ الطلاقِ فلمَ تظهرينَ الآن؟»
«تقصدُ عامًا وثمانية أشهر» ردت وكأنما الفرقُ كبيرٌ جدًا «سمعتُ أنكَ ستتزوج»
«و-؟» تفقدتُ ساعتي أرى كم تبقى من الوقتِ قبلَ أن أرفع بصري للخارجِ حيثُ لمحتُ سونيا وقد اتجهت إلى المصعدِ «لا أنوي دعوتكِ إلى حفلِ الزفاف»
«انظر إليَّ بينما تحادثني دانيال، احترامًا على الأقل» بدت وكأنها شعرت بالإهانةِ لألتفتَ إليها أنتبه لكونها لم تعد ترتدي الحجاب «لأذكركِ. أنتِ لم تعودي زوجتي لتنالي شرفَ النظرةِ حتى»
«هذا لا يُعقل» زفيرٌ منخفضٌ خرجَ من فمها وكأنها تسخرُ من الأمرِ برمته. «ماذا عن كلِ ما كانَ بيننا دانيال؟»
«انتهى» رددتُ بينما أفتحُ الدرجَ آخذُ كلَّ الأوراقِ التي تحتاجُ توقيعًا منه، والتي كانت لحسنِ الحظِ أكثر قليلًا من المتوقع «يمكنكِ الخروج الآن»
«لن أخرج، لا يزالُ لدينا الكثيرُ لنتحدث بشأنه»
«هذا لا داعي له البتة، أنتِ تعرفينَ أنَّ الأمورَ انتهت بيننا لأنها تلاشت قبلَ أن ندرك حتى. ما الذي تفعلينه هنا إذًا؟ ومع أخذِ أنكِ السبب بعينِ الاعتبارِ أيضًا؟»
«أنا هُنا لأنني فكرتُ في الأمرِ كثيرًا دانيال. فكرتُ به كثيرًا لدرجةِ أنني أكادُ أجنّ. لقد حصلَ كلً ذلكَ بيننا لأنني وضعتُ مستقبليَ العمليِ قبلَ كل شيءٍ آخر، ولأصدقكَ القول... إنني أسيرُ إلى ذلكَ كما أردتُ دومًا لكن لا معنى للأمرِ إن لم تكن موجودًا من أجلي وخلفَ ظهري كما كنتَ معتادًا أن تفعل، أنا لم أستطع تخطيكَ البتة...»
«حسنٌ؟» أكملتُ قراءة الأوراقِ وكأنما لم تقل شيئًا ذا معنى، وهي حتمًا لم تفعل، ثمّ ببساطةٍ رددت «أنتِ قلتها الآن، أنا كنتُ دائمًا معكِ وموجودًا لأجلك، أنتِ لم تفعلي. أنتِ لم تكوني مستعدةً للتخلي عن أيِ شيءٍ لأجلي ولذا حسنٌ، لقد انتهينا»
«لقد أنجبتُ لكَ ابنكَ في النهاية!»
«ذلكَ لأنني توسلتُ إليكِ ألا تجهضيه! ذلكَ لأنكِ كنتِ ستضعينَ عملكِ اللعين مجددًا فوقي وفوقَ كلِ شيءٍ آخرَ مجددًا ومجددًا ولولا أن عرفتُ بالصدفةِ لكانَ قد ذهبَ من بينِ يدي! أنا أعلمُ أنه لا يعني لكِ شيئًا لكنه ابني كنتِ والدته أم لم تكوني. نقطة. أنتِ حتى لا تعرفينَ اسمه ولم تحاولي السؤالَ عنه!»
أنت تقرأ
لَبس «مُكتَمِلة»
Romanceكامل الحقوق محفوظة! تاريخ بداية النشر: التاسع عشر من يناير للعامِ ألفينِ وثلاثةٍ وعشرين. تاريخ نهاية النشر(1): الثالث والعشرين من يناير للعامِ ألفين وثلاثةٍ وعشرين.✨️ تاريخ نهاية النشر(2): الثامن والعشرين من جول للعامِ ألفين وثلاثةٍ وعشرين.✨️