5: بواقِ الأثر

950 166 195
                                    

ليست قيمةُ الإنسان بما يبلغه، بل بما يتوقُ البلوغ إليه.

-جبران خليل جبران

---------------------

لا إله إلا أنتَ سبحانك إني كنت من الظالمين.

-✨️we are around the end-

I won't tell ya if it is the final chapter tho. :)

==============


كيفَ يستطيعُ المرأ أن يتنفسَ بينما يجاهدُ نفسه جهادَ المستميتِ كي لا ينفجر؟ كيفَ يغلقُ فمه وكيفَ يمنعُ نفسه من ضربِ من أمامه حتى تغييرَ لونَ وجهه في حينِ كلِ شيءٍ يجعله يبدو كالمخطئ؟

لا أدري، لكنني حاولتُ أن أخبر نفسي أنَّ هذا ليس بشيءٍ كبيرٍ وتنفستُ في النهاية...

شَهيق.

زفير...

تنفسٌ عميقٌ آخر...

لا أريدُ أن أرى، أنا لا أرى ما أرى... هذا لا يحدثـ - بل هذا حدثَ بالفعلِ وأنا لا أستطيعُ تجاهله!

دقيقتينِ فقط كانتا ما استغرقته في طريقي إلى غرفةِ أخي كي آخذَ منه مزودَ الطاقةِ خاصتي، عدتُ لأشحنَ هاتفي بسرعةٍ ونزلتُ إلى الأسفلِ حيثُ المائدةُ قد جهزت لأجدَ فتاةً ما، لا أحبها أبدًا، تقفُ أمامَ البقيةِ بينما تتحدثُ وكأنما هي تلقي خطبةً ما لم أسمع منها كلمةً لأنَّ تركيزي كله حطَّ على ما في يدها ورقبتها...

الميدلياتُ الذهبية العشرةُ كلها ترتديهم، كأسٌ ذهبيٌ في يدٍ والآخرُ أمامها على الطاولةِ وكلماتها تدخلَ من أذنٍ وتخرجُ من الأخرى إذ كان معنى ما أراه أنها دخلت الغرفةِ وجمعت كل ما على الحائطِ والرفِ المجاورِ له ونزلت به إلى هنا خلال تلك الدقائق! وكأنما تعرفُ أنني لا أحبُ افتعالَ مشكلةٍ أمامَ أبي وأمي وسيصبحُ الأمرُ كارثة!

"كاميلا... هاتِ هذه!"

وقفتُ عندها أسحبُ الميدلياتِ من عنقها سحبًا للأعلى مع بعضِ الشعراتِ ربما، وصراخها المفزوعُ جعلني أصكُ على أسناني أكبتُ كل الصراخِ الذي داخلي وبحركةٍ سحبتُ الكأسينِ وفي نيتي البقاءُ في غرفتي إلى غدٍ أو بعده إن استطعتُ كي لا أقتلَ أحدًا من شدةِ الغضب... لكن، وكما العادة، هناكَ أشخاصٌ لا يفهمونَ النيةَ الجيدةَ خلف الخروجِ من الموقفِ لذا يزيدونَ الوضعَ سوءًا، ومنهم كاميلا تلكَ التي تحتاجُ صفعةً تنهي ما تبقى من بكاءٍ تستطيعُ بكاءه في حياتها!

"للعلمِ وحسب، كنتُ أتفقُ مع خالي بشأنِ أخذهم معي للمنزل!"

"ماذا؟" نظرةٌ بينها وبين أبي جعلتني أعقدُ حاجبايَ مصدومةً أكثر "أبي! ما الذي تتفوه به هذه الآن؟"

لَبس «مُكتَمِلة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن