10: قَهـوة، قَهـوة، وقـهوة.

821 145 131
                                    

المخطئ لا يرتكب الخطيئة إلا بإرادة مستترة من المجتمع .
–جبران خليل جبران

================

لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.

=============

«... ما الأمرُ معكِ آنسة سونيا؟»

جهدٌ كبيرٌ بذلته في محاولةِ عدمِ التنهدِ لكنني لم أفلح وانتهى بيَ الحالُ أنظرُ إلى قطراتِ القهوةِ المتساقطةِ والنظراتِ التي حطت على وجوه الجميعِ زامًا شفتايَ لأنَّ حمامَ القهوةِ الباردِ بدا سيئًا جدًا في وقتٍ كهذا.

مبكرٌ جدًا لتقومَ بهذا...

لقد فقدت أعصابها وأولُ ما أمسكته كانَ القهوة التي كانت بجوارها بالطبع.

«لقد قلل احترامه وهذا لا ينقصني! ليسَ هنالكَ أيُ معنى من كونه هنا قبلي بعامٍ ليفعلَ ذلك!»

«وأنا موجودٌ هنا لأخبره بتصحيحِ سلوكه فيما بعد» دلكتُ رأسي بينما أنظرُ إلى توني المصدومِ مجددًا «يمكنكَ الذهاب لتنظيفِ هذا وستنتحدثُ في الأمرِ فيما بعد، لقد أنهينا الاجتماعَ والأمورَ المهمةَ على أيِ حالٍ لذا لا بأس»

كانَ ذلكَ بمثابةِ سماحٍ للجميعِ بالخروجِ لذا بدؤوا بالقاءِ التحيةِ واحدًا تلوَ الآخر ليغادروا، وفي النهايةِ بعدما ضَرَبَتِ الطاولةَ بيديها مع وقوفها كادت سونيا ترحلُ معهم لكنني أوقفتها متنهدًا إذ لم يبدُ ذلكَ كحلٍ ما فهيَ في الغالبِ ستخرجُ غاضبةً لتسببَ مشكلةً أكبر. «لم أخبركِ أن تغادري بعد»

«وماذا تريد؟»

«اجلسي فقط هنا حتى تهدئي» أشرتُ لها لتبقى مكانها بينما أراجعُ المستنداتِ، ومع ملاحظةِ أنها لا تردُ وجلست حانقةً فقط رفعتُ حاجبًا ألقي نظرةً لأراها كتفت يديها تنظرُ نحوَ المنظرِ في الخارجِ من البابِ المفتوحِ وقد زمت شفتيها، وبطريقةٍ أو بأخرى لا أعلمُ كيفَ حدثَ هذا، لكن بدت لي وكأنها بالكادِ تمنعُ نفسها من البكاء...

«سونيا» ناديتُ لكن لم تنظر نحوي وكأنها لم تسمع لأردف «ما الأمر؟ حدثَ أمرٌ عدا هذه المناقشة؟»

«لا علاقةَ لك» ردٌ بسيطٌ تُبِعَ بآخر «أريدُ الذهابَ فهل تسمح؟ لا أرتاحُ في البقاءِ معكَ مطلقًا»

مُباشِرةٌ جدًا كالعادة.

«ليسَ وكأننا وحدنا حقًا» رفعتُ كتفايَ أكملُ تفقدَ المستنداتِ بعدما ناظرتُ الجدران الزجاجية لغرفةِ الاجتماعاتِ والبقية ممن هم في مكاتبهم هناك إذ لم يكن أيُ مكانٍ هنا مغلقٌ حقًا، «هل المشكلةُ لها علاقةٌ بالعملِ كي أستطيعَ حلها؟»

لَبس «مُكتَمِلة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن