21: ذكرى فوقَ الذكرى.

829 134 164
                                    


مثلما تكتسب الزهرة عطرها وحياتها من التراب، كذلك تستخلص النفس من ضعف المادة وخطاها قوة وحكمة.

جبران خليل جبران.

=================

لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.

================


ألوانٌ غيرُ مألوفة، سقفٌ غيرُ مألوف، وسريرٌ غيرُ مألوفٍ على حدٍ سواء-- أو ليسَ سريرًا بل أريكةً تحولُ سريرًا بميزةٍ إضافيةٍ وحسب...

«أينَ أنا؟»

بنصفِ وعيٍ اعتدلتُ تمامًا لأنظرُ حولي أنتبه إلى الأزرقِ المَلكيِ و الذهبي في الأرجاء. مساحةٌ واسعة، إضاءاتٌ مريحة، سقفٌ مرتفعٌ، وحوائطٌ زجاجيةٌ أظهرت ما يشبه غابةً فيما بعدها... وأنا بقيتُ مكاني أعجزُ عن التنفسِ قبل أن أعيدَ النظر حولي من جديدٍ حيثُ لم يكن أحد.

هل مِت؟

ماذا كنتُ أفعلُ قبل أن أنام؟

«... لقد كنتُ في السيارةِ مع دانيا-- أوه! أهذا منزله؟»

تثائبتُ لمرةٍ بينما أقفُ وسرتُ في المكانِ قليلًا حتى وصلتُ المدخلَ حيثُ كانت سترةُ دانيال معلقةً مع معاطفَ أخرى ومعهم حقيبتي... عمليًا لم يكن هنالك أدنى دليلٍ أن هذا المكان يسكنه بشريٌ غيرُ هذا ولا صوتَ في أيِ ركنٍ ما جعلَ الأمورَ أغرب.

«هذا خارجٌ عن العقلِ أكثر مما تصورتُ له أن يكون..» عدتُ أنظرُ في الجوارِ أرى الردهةَ بما فيها من تفاصيلٍ صغيرةٍ وزادَ انبهاري بالموقفِ برمته. الأثاثُ عصريٌ وبسيطٌ والتصميمُ العام للمكانِ فيه بعض الزخرافاتِ هنا وهناكَ، وعلى عكس المتوقعِ من مزيجٍ من الألوانِ كالأزرقِ الملكي والذهبيِ لم يعطوا هالةً ثقيلةً بقدرِ ما كانتْ رائعةً ومريحة...

«أينَ هم على أي حال؟» خلعتُ عني معطفي الخفيف لأبقى ببنطالِ الجينزِ خاصتي مع الكنزةِ مرتفعةِ الرقبةِ التي أرتديها، وأزلتُ حجابي لأنه مع النومِ تدهورَ حاله إلى حدٍ مذهلٍ، وبدلًا من فعلِ شيءٍ بشعري المبعثر أعدت ربطه كذيلِ حصانٍ مرتفعٍ بينما أكملُ جولتي في الطابقِ السفليِ أفتحُ بابًا تلوَ الآخر.

المطبخُ كانَ في الجزء الداخليِ ويطلُ على غرفةِ المعيشةِ التي بجواره والتي تحوي التلفاز الضخمَ معلقًا من حائطها للأسفلِ، وكأنه يمكن أن يختفي داخل السقف إن تطلب الأمر، وغرفة المعيشة الأخرى التي وجدت نفسي استيقظتُ فيها كانت تحوي نباتاتٍ للظلِ وبابًا يؤدي للخارج... أما كلُ الطابقِ فحوائطه من الزجاجِ عدا جهةِ واحدةٍ أخالها الجزءَ الأماميَ من المنزل...

لَبس «مُكتَمِلة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن