إن وراء وحدتي وحدة أبعد وأقصى.
وما انفرادي للمعتزل فيها سوى ساحة تغصُّ بالمزدحمين،
وما سكوني للساكنين فيها سوى جلبةٍ وضجيج.
إنني حَدَثٌ مضطرب هائم بعد، فكيف أبلغ تلك الوحدة القاصية؟
إن ألحان ذلك الوادي تتموَّج في أذنيَّ، وظلاله السوداء تحجب الطريق عن عينيَّ،. فكيف أسير إلى تلك الوحدة العلوية؟— جبران خليل جبران، السابق
==============
لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.
===========
«سونيا؟»
صوتٌ بعيدٌ لزويا جعلني أرمشُ ناظرةً للسقفِ قبلَ أن أبحثَ بيدي عن الهاتفِ بجواري لأنتبه إلى أنها ردت على الاتصالِ بينما أنا سارحةٌ وأنامُ على الأرضية. أفكارٌ غريبةٌ هذه المرة تهافتت إلى عقلي وكأنما تريدُ قتلي، وجسدي في المقابلِ شعرتُ به محطمًا بعد تدريبٍ غريبِ الأطوارِ لثلاثِ ساعاتٍ متتالية.
أنا حتمًا أُهلكُ نفسي بهذا...
«آه، مرحبًا زويا... كيفَ الحال؟»
«بخير، فيمَ أنتِ سارحةٌ لدرجةِ مناداتي عليكِ عشرَ مراتٍ أو أكثر بينما لا تردين؟» تذمرَت وخلتُ أنني أقلقتها لذا قهقهت دونَ أدنى فُكاهةٍ لأردَ بكلِ شفافية «المشروعُ الذي نعمل عليه في الفريقِ هذه المرة صعبٌ جدًا ونحن تقريبًا سنفشلُ فيه إذ لم نجد حلًا بحلولِ يومِ غد، أمي أصبحت تمتلكُ عادةً غريبةً بتعريفي على كلِ صديقةٍ تتعرفُ عليها، وفي تدريبِ اليوم لم أصب أيَ هدف...»
«ثمَّ؟»
«ثمَّ ماذا؟»
«هذا لا يكفي لجعلكِ في مثلِ هذه الحالة» شعرتُ كما لو أنها كانت ستضربني لو كنتُ أمامها لذا ضحكتُ لأردَ بكلِ بساطةٍ بينما أجلسُ معتدلةً في مكاني «أنا تقريبًا طوالَ النهارِ أستمعُ إلى أفكاري وأصرخ، وكأنني جننت»
«...؟ والسبب؟ هل أعصركِ لأخرجَ الكلامَ أم ماذا؟»
«السبب... آه- النظا-» صرختُ صراخًا مكتومًا شعرتُ به يخنقني حتى قبلَ أن أكملَ الحديث وقد أمسكُت رأسي وكأنني جننت «أنا حتى لا أستطيعُ قولها لنفسي!»
«أوه»
زويا هدأت عندما فهمت سوءَ الوضعِ وأنا انتحبتُ قبلَ أن آخذَ نفسًا عميقًا لأهدأ «لقد قررت، إما أتخطى الأمر أو أغيرُ فريقي وفقط... لقد مرَّ يومينِ وتقريبًا أنا سأجنُ لأنني أكره ما يحدث!»
«خذي في بالكِ أنني لا أعرفُ عمَّ تتحدثينَ في الأساس» زويا تنهدت قبلَ أن تكمل«لكن بالنظرِ لحالتكِ فالأمرُ أشبه بالأيامِ الأولى من اعجابكِ بشخصٍ لا تريدينَ أن تعجبي به... فقط تجاهلي الأمرَ كما كنتِ تفعلينَ دومًا وسيمضي وتنسينه برمته»
أنت تقرأ
لَبس «مُكتَمِلة»
Romanceكامل الحقوق محفوظة! تاريخ بداية النشر: التاسع عشر من يناير للعامِ ألفينِ وثلاثةٍ وعشرين. تاريخ نهاية النشر(1): الثالث والعشرين من يناير للعامِ ألفين وثلاثةٍ وعشرين.✨️ تاريخ نهاية النشر(2): الثامن والعشرين من جول للعامِ ألفين وثلاثةٍ وعشرين.✨️