ليست قيمةُ الإنسان بما يبلغه، بل بما يتوقُ البلوغ إليه.
–جبران خليل جبران
===============
لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.
=============
«ما الذي يحدثُ هنا؟»
تسللتُ إلى جوارِ مارثا، زميلتي، أسألُ عمَّا يحصلُ بينما أعيني تراقبُ من بعيدٍ كيفَ يكادُ توني وبينجامين يحطمانِ رؤوسَ بعضهما بجوارِ المكاتِب. الصوتُ عالٍ والاثنانِ مبعثرانٍ كلٌ حصلَ على لكمةٍ أو ضربةٍ قويةٍ وحتى هنري قد حصلَ على واحدةٍ بينما يحاولُ الاصلاحَ ولذا ابتعدَ بينما يمسكُ فمه ويتأكدُ أنه لم يفقد ضرسًا أو اثنين.
«لا أحدَ يعلم» مارثا ردت بعدَ وهلةٍ بينما لا زالت أعينها الخضراء تراقبُ المكان، وليديا أكملت بعدما أتت لتقفَ بيننا «أعتقدُ أنَّ للأمرِ علاقةً بالمشروعِ الذي نعملُ عليه!»
«المشروع؟» استنكارٌ خرجَ مني لتخفضَ ليديا صوتها بينما تتحدثُ إليَّ ومارثا سوية «أعتقدُ أنَّ حبيبةَ توني قد سرقت المخطط الذي قد عملَ عليه مع بينجامين. وتوني ينكرُ الأمرَ تمامًا»
«مَن هذا الذي سيسرقُ مخططَ بناءٍ لديه شكلٌ أغربُ منه في حياتي لم أرَ؟» رددتُ وكلي استغرابٌ بينما أنظرُ للوضعِ الذي آلت إليه الأمور «ثمَّ كيفَ عرفَا بشأنِ هذا؟»
«إنه مشروعٌ تنافسي، ألم تكوني تعلمين؟» مارثا ردت بينما تخفضُ صوتها «إن لم ينجح فريقنا في التعامل معه فستأخذه شركةٌ أخرى ونخسر هذه الجولة»
«أوه...» نظري عادَ إلى المشكلةِ التي بدت وكأنها لن تنتهيَ قريبًا والتفتُ إذ خطرَ لي حلُ إحضارِ الأمنِ وليحدث ما يحدثُ إلا أنني مع التفاتي وجدتُ دانيال واقفًا عندَ مدخلِ القسمِ معَ دزينةِ أوراقٍ في يده وقلمٌ فوقَ أذنه وقد شمَّرَ عن ساعديه وأعادَ ربطةَ العنقِ للخلفِ بخفة... وكأنه أتى من اجتماعٍ صباحيٍ جادٍ فقط ليصدمَ برؤيةِ قسمه في مثل هذه الحالِ البائسة.
أخذَ لثوانٍ يناظرُ المشهدَ دونَ أيِ ردةِ فعلٍ قبلَ أن ينظرَ إلى الاوراقِ في يده ثمَّ إلى كلِ ما أمامه مجددًا... لم يعطِ ردةَ فعلٍ لثوانٍ أخرى لكن في النهايةِ سارَ بخطواتٍ واسعةٍ إلى هناكَ واضعًا الأوراق على أولِ مكتبٍ أمامه. مارثا شهقت عندما أدركت أنه ينوي التدخل في المشكلةِ وليديا بدت غيرَ مرتاحةٍ لما يحدث؛ ولربما لديهما كاملُ الحقِ في ذلكَ إذ أنَّ توني وبينجامين عامةً من الرجالِ العنيفينَ إن تطلبَ الأمرُ وكلاهما ببنياتٍ جسديةٍ جيدةٍ لدرجةِ أنَّ هنري حتى مع كونه أكبرَ منهما بثلاثِ أعوامٍ أو ما شابه لم يستطع التدخلَ لأكثرَ من دقيقة، ومن بعيدٍ كانَ أيُ أحدٍ سيعتقدُ أنَّ دانيال ليسَ يفوقهما كثيرًا من ناحيةِ الطولِ لذا ربما لن يستطيعَ فعلَ شيءٍ بمفرده.
أنت تقرأ
لَبس «مُكتَمِلة»
Romansكامل الحقوق محفوظة! تاريخ بداية النشر: التاسع عشر من يناير للعامِ ألفينِ وثلاثةٍ وعشرين. تاريخ نهاية النشر(1): الثالث والعشرين من يناير للعامِ ألفين وثلاثةٍ وعشرين.✨️ تاريخ نهاية النشر(2): الثامن والعشرين من جول للعامِ ألفين وثلاثةٍ وعشرين.✨️