إن من لا تلسعه أفاعي الأيام وتنهشه ذئاب الليالي يظل مغرورًا بالأيام والليالي.
جبران خليل جبران.
==============
لا إله إلا أنتَ سبحانكَ إني كنتُ من الظالمين.
===========
«ما هذا الآن؟ لمَ لانحظى براحةٍ بعدَ المشاريعِ الجنونية التي عملنا عليها مؤخرًا ولو لأسبوع؟ كلُ مرةٍ نقفُ على حافةِ الفشلِ ولا أذكرُكَ قد اخترتَ لنا مشاريعًا سهلةً سريعةً كالتي تُوَزعُ على بقيةِ الفِرقِ منذُ أتيت، إنني مُتعب... هذا بدأ يُصبحُ عديمَ الجدوى»بينجامين تحدثَ بعدَ لحظاتٍ من الصمتِ تخللت الاجتماعَ. نبرةٌ مِلؤها الإرهاقُ وبعثرةٌ للشعرِ أخبرتِ الجميع أن لا رغبةَ له بقولِ ذلكَ بهكذا طريقةٍ لكنه وصلَ حدوده والأمرُ بدأ حتمًا يصبحُ مبالغًا به.
الجميعُ كانَ قد فكرَ لمرةٍ أو لألفٍ بالأمرِ ذاته.
لكنَّ أيُنا لم يتحدث...
والآنَ الأمور قد أضحت أكثرَ سوءًا لذا لا أحدَ عادَ يرى فيها منفعة.
«لا تعطِ تعبيرَ مَن ندمَ على حديثه عندما تُصَرِحُ بما تشعرُ به، بينجامين» دانيال ردَّ بعد أن سجلَ شيئًا على أوراقه قبلَ أن يُكملَ ناظرًا إلينا كلنا ثمَّ بينجامين يردُ عليه «كلُ الأمرِ إنني أُهيئُ لكم هُنا طريقَ الفَشلِ لأنه نَفسُه الذي سيمنحكمُ النجاحَ الأكبر» نبرةٌ جادةٌ تُبعت بابتسامةٍ واسعةٍ فخورة «ثمَّ لقد تمَّ الاتفاقُ على ترقيةِ الفريقِ بأكمله ليصبحَ مسؤولًا عن المشاريعِ الخارجيةِ إن أنهينا المشروعَ الذي نعملُ عليه الآن بنجاح»
ثانيةٌ واحدةٌ صمتَ فيها الجميع يستوعبونَ الخبرَ المفاجئَ قبلَ أن يعمَّ صراخٌ منقطعُ النظيرِ أرجاءَ المكانِ برمته. الوجوه التي كانت متعبةً قبلَ وهلةٍ أشرقت فرحةً واستطعتُ الشعورَ بتغيرِ مزاجي على حدٍ سواءٍ، وكأنما تعبُ الفترةِ الأخيرةِ القاتلُ اختفى وحصدنا كل ما زرعنا دونَ سابقِ إنذارٍ يُذكر...
مُكافئةٌ سَقت قلوبنا أملًا بعدَ أن بدأنا نذبل.
«أُفضلُ أن تحتفلوا بعدَ أن تنهوا ما في يدكم من أعمالٍ لهذا الأسبوع، ألا تتفقون؟» دانيال كسرَ البهجةَ مُذكرًا إيانا بالمستنداتِ التي أمامنا وكل المهماتِ التي تحويها «تبقت نصفُ ساعةٍ لنهايةِ الدوامِ لذا فليجهز كلٌ منكم مخططًا لسيرِ عمله حتى يرتاحَ الأيام المقبلة»
«عُلِم!» بينجامين هتفَ واقفًا ومن بعده هنري وكأنهما ذاهبان ليتفاخرا بخبر الترقيةِ عندَ كلِ أولئكَ الذينَ كانوا يسخرونَ من أمرِ عملنا الصعبِ من الأقسامِ الأخرى. ليديا ومارثا حملتا مستنداتهم قبلَ أن يقفا ليخرجوا وابتسامةٌ على وجههم أرسلت قشعريرةً على طول جسدي.
أنت تقرأ
لَبس «مُكتَمِلة»
Romanceكامل الحقوق محفوظة! تاريخ بداية النشر: التاسع عشر من يناير للعامِ ألفينِ وثلاثةٍ وعشرين. تاريخ نهاية النشر(1): الثالث والعشرين من يناير للعامِ ألفين وثلاثةٍ وعشرين.✨️ تاريخ نهاية النشر(2): الثامن والعشرين من جول للعامِ ألفين وثلاثةٍ وعشرين.✨️